مقالات وكتابات


الأربعاء - 18 أبريل 2018 - الساعة 02:54 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



ليس كل من أمتطى القلم وانبرأ يكتب كلاماً (وخربشات) اصبح صحفي..

وليس كل من أمتشق الكاميرا وتعددت لقطاته صار صحفي..

وليس كل من تربع منصات التواصل الإجتماعي ظن أنه ملك العالم شرقاً وغرباً صار صحفي..

ليس كل من صار بوقاً يطبل لهذا فيرفع من قدره،ويهاجم هذا ويحط من قدره صحفي..

ليس كل من سرد كلمات أو عبارات واحتضنتها له الصحف التي لاتفرق بين الغث والسمين صحفي..

الصحافة لكل الدخلاء عليها هي أخلاق،هي ضمير، هي أمانة، هي صدق مع الله ثم مع الذات، هي أن يملي عليك قلبك وضميرك ماتكتبه، لا أن يمليه عليك الريال أو المناصب أو أرباب نعمتك..

الصحافة هي الشعور بالآخرين، هي سبر أغوارهم، هي الوصول لعمق معاناتهم،هي أن تكون لسان حالهم ومقامهم،وان تكون نصيرهم بعد الله ضد من ظلمهم..

الصحافة هي أن تراقص القلم بحب للبسطاء،وللمسحوقين، للمفحوعين،للمقهورين،لكل من تقطعت بهم السبل، وتكالبت عليهم المحن،لكل من جارت عليه السنون والخطوب..

الصحافة هي ان يكون عندك مبادئ لاتحيد عنها مهما تقلبت السنون وتوالت،ومهما عُرضت عليك من الإغراءات،ومهما أنهالت عليك من العروض والصفقات..

الصحافة أن تعطي كل ذي حق حقه، أن ترفع من يستحق إن أحسن، وأن تقف في وجه إن أساء أو أخطأ، أن يكون قلمك سوطاً يجلد كل الفاسدين، وكل المخربين،وكل المارقين، لا أن يكون قلمك (موسمياً) قمرياً أو شمسياً..

الصحافة أن لا تقف في المنطقة (الرمادية)، أو تختار الصمت والسكون في الوقت الذي يحتاج البسطاء لقلمك وموقفك وصحوتك، أو تتوارى لمجرد أنك ستخسر رب نعمتك، وسيد (جيبك)..

الصحافة أن لاتميل حيث الرياح تميل، أو تتجاذبك الأهواء والمصالح، أو يستميلك من يدفع (أكثر)،ويستعبدك من يغدق عليك بالريالات ووريقات (القات)، وتصبح رهين لكل مايمليه عليك..


الصحافة أشرف من أن يدخل عالمها متطفل، أو جاهل، أو ضعيف النفس، أو فقير الأخلاق والمبادئ والقيم..

الصحافة أن تبحث في داخلك وبصدق هل ما تكتبه يرضي الله وليس إرضاء لمن يملون عليك ما تكتبه،فتزين للقراء العالم،وتجمّله (بروتوشات) كاذبة زائفة لاتدوم طويلاً ثم يُكشف زيفها،كعروسة (حسناء) رفعها (الميكاب) وكشفتها قطرات الماء..

الصحافة براء من كل المتطفلين ومن يمتشقون القلم من أجل الريالات الهزيلة البائسة..