مقالات وكتابات


الأحد - 21 أبريل 2019 - الساعة 11:35 م

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب



في ذكرى وفاة محافظ عدن الأستاذ طه غانم ..
ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله
وتذكيرا بمحاسن الموتى
رحمة الله عليهم جميعاََ..

تذكرت موقفاََ وحديثاََ هاتفياََ دار بيني وبين محافظ محافظة عدن الأستاذ/ طه غانم
رحمه الله تعالى
و للعلم لا تربطني به اي معرفة خاصة ،
فاسمحوا لي ان أسرد لكم فحوى ما دار من حديث بيننا

كنت في احد الأيام بـ مكتبي في منشأة حجيف "سهيل" حاليا والتابعة لشركة النفط ، فإذا بي أشتم رائحة نتنة مزعجة تملئ المكان كله اي في جولة الكهرباء ، "مع ان الرائحة لم تكن كذلك اثناء دخولي صباح ذلكم اليوم" خرجت ووجدت المجاري تطفح وسط الجولة ولا نستطيع التنفس ابدا لقوة الرائحة الكريهة ، رجعت المكتب اقلب في الصحف لعلي اجد رقم مكتب المحافظ فاتصلت على الإستعلامات فأعطوني عدة أرقام وكان الوقت بعد الظهر اي بعد انتهاء دوام العمل وانا وحدي في المكتب فقلت اجرب الأرقام كلها فبدأت بأحدها فجاوبني على الفور رجل قلت السلام عليكم فرد علي السلام
هذا مكتب المحافظ ؟
رد مباشرة : معك المحافظ يا ابني تفضل
انا استغربت وقلت معقول حظي ان أول رقم ضبط معي وكمان من يجاوبني هو المحافظ بنفسه !!
فحتى أبعد الشك ان لم يكن هو وحتى يعطه الهاتف يرد علي بعد ان يعرف اني لا اطلب منه شيئ
قلت له اسمعني انا اريد المحافظ وابشرك انا لا اريد منه شيئ لنفسي بل لنفسه ولسمعته ولخدمة اهل عدن كلهم..
رد بصوت اعلى بقوله :
يا ابني معك المحافظ تفضل خير إيش في وحظك الخط رن عندي ؟
فتحققت من صوته الله يرحمه وبأسلوبه العدني المعروف الفريد ، حينها بدأت الكلام وعرفته بنفسي وبمقر عملي وقلت انت محافظ عدن الحبيبة وانت واحد من ابنائها النبلاء وحاكمها ولا اعتقد انك تحب ان ترى فيها ما يسيئ لها ولسمعتها الجميلة وثقافتها وبالتالي يكون هذا معيب في شخصكم ،،
هنا قاطعني "ولفطنته وذكاءه" أحسست انه فهم قصدي قائلاََ :
أكيد يا إبني انا لن ارضى بأي شيئ يسيئ للمحافظة ابدا ولكن ربما يكون هناك أمر معيب لم يشعرني به أحد واشكرك على مبادرتك التي من خلالها نستطيع ان نتعاون جميعاََ من اجل عدن !!!
نعم والله هكذا كان رد محافظ عدن لمواطن لا يعرفه ابداََ
فدخلت في الموضوع وبأن الرائحة مزعجة جدا وانت تعلم ان ضيوف دبلوماسيون وزوار من خارج عدن يمرون من هذا المكان وانت تمر ايضاََ ويشتمون هذه القذارة ويرون هذا المنظر الغير لائق بمحافظتنا العزيزة على قلوبنا..
والله ثم والله انه زعل وصاح وقال غلط غلط واشكرك من كل قلبي واتمنى من كل المواطنون يكونوا مثلك
فقال لي بالحرف الواحد أنت قريب من المكان ؟!!
قلت امامه في منشأة حجيف يا استاذ طه في مكتبي ..
قال : لا تتحرك الآن سأرسل لك مامور المعلا مع فريق من عمال البلدية وروح انت معهم ودلهم على المكان وأكرر شكري لك يا ابني واي شيئ تواصل معي و مدح في شخصي وتصرفي وودع كلينا الآخر وأغلقنا الإتصال ..

لم تمر النصف ساعه حتى يشعروني في بوابة المنشأة ان ضيوفا يريدوني ..
خرجت واذا بسيارة برادوا فضي تقريبا خرج منها شخصين أحدهما المأمور عبدالجبار وهو شخصية اجتماعية و رياضية محبوبة رحمه الله وسلم علي وعرفني على الشخص الآخر وقال هذا الأخ اعتقد عبدالناصر امين عام المجلس المحلي لمديرية المعلا وهو شاب خلوق جدا ، وشخص آخر لا اتذكر اسمه أظنه مدير بلدية او شيئ كهذا
وقال لي وفي السيارة الأخرى بها عمال البلدية مع كافة معداتهم ، ونحن جئنا بناءا على توجية الأخ المحافظ بالتوجه لك لترينا الموقع الذي يخرج منه المجاري..

والله لم أصدق ما اراه وأسمعه فقلت لهما معقول بهذه السرعة فقالا وطلب منا المحافظ ان نشكرك و الرفع له فورا وإنجاز العمل دون تأخير ..
ذهبنا للموقع وكانت الرائحة تعج بالمكان وكان يقول الأستاذ المأمور المتواضع عبدالجبار اثناء سيرنا تصدق قد تم تفقدها وإصلاحها من قبل واكدوا لنا ذلك البلدية لكن اليوم سأشرف بنفسي على العمل حتى ننجزه ..
الوقت أصبح قريب العصر وانا دون غداء فاستأذنتهم للإنصراف وشكرتهم وقلت لهم أبلغوا تحياتي للأخ المحافظ فأعطوني أرقام هواتفهم للإتصال بهما لإخبارهما هل تم الأمر على مايرام ، وكذا اي مشكلة او أمر عارض كهذا او غيره و ودعتهما وانصرفت ..

في صباح اليوم التالي واثناء ذهابي للعمل لم اشتم الرائحة الكريهة وليس هناك اي اثر للمجاري ابداََ !!
إتصلت بهما أشكرهما واقول ان الأمور على ما يرام
اسعدهم ذلك كما اسعدني بل كنت فخوراََ بأمثالهما وعملت لهما وللأخ المحافظ شكر وتقدير في صحيفة 14 اكتوبر بمساعدة الصديق الرائع والمبدع
الأستاذ عبدالفتاح الحكيمي
نائب رئيس مجلس الإدارة نائب رئيس التحرير

هكذا كانوا وكنا و كانت عدن
فكيف أصبحوا وأصبحنا و أصبحت اليوم !!!