مقالات وكتابات


الأحد - 21 أبريل 2019 - الساعة 12:01 ص

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب



الرئيس المشير عبدربه لم يكن يوماً خيارا شعبيا بل خيارا عفاشيا، كان لا بد أن يكون جنوبي، وكان لابد من شخص لا يعرف كيف ومتى يقول "لا". 

هذة هي حقيقية تعامله مع الآخرين. تأخر.. لم يسعفه الوقت لقول "لا" للحوثي وعفاش. كذلك مع التحالف، لم يقل لا في وقتها الصحيح، تأخر كثيراً، وعندما أراد أن يقولها فات أوانها.


ما قلته عن المشير عبدربه سوف ينزل برداً وسلاماً على أنصار الإنتقالي. لكن ليس بعد أن يدركون أن وضع المجلس الإنتقالي في "اللاءات" أسوء. لم يتمكنوا من قولها في عملية استقبال طارق عفاش وعساكره وزبانيته في عدن.

زعيم يجعل من قيادات دول خارجية اسياده، ويقولها ويفتخر  "سيدي" لا يمكن أن يجتمع سيدان لعبد، فإما يكون الشعب هو السيد وإلا فلا.


علم الاجتماع يذكر أن الفاشل يميل إلى إتهام الآخرين بأنهم سبب فشله، ويصور نفسه أنه ضحية. والحقيقة أن الإنسان فرد أو جماعات هم السبب الرئيسي وراء فشلهم.  هذا هو حال الشعوب العربية اليوم، هذا هو حالنا في اليمن. لا نعرف متى وكيف نقول "لا" ومتى وكيف نقول نعم. 

ابليس بما آتاه الله من قهر الوسواس على الإنسان يقول كما جاء في القرآن: "وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم". 

وهذا هو حال أعظم الديكتاتوريات عرفتها البشرية فرعون يقول تعالى في شأنه وحال شعبه:  "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ". 


علينا في اليمن قبل أن نلوم التحالف العربي أو القيادات اليمنية أن نلوم أنفسنا كشعب،  تم الاستخفاف بنا،  سلمنا لهم عقولنا، هي الهزيمة أمام الحرب الناعمة. 

ومع ضعف ثقافة الشعوب، علينا في الحد الأدنى أن نعمل بحكمة الحديث الشريف: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت". ان لم نقدر على قول "لا" فلا نطبل ونزمر ونمجد، ليصح فينا المثل المصري "من صنعك يا فرعون، قال شعبي"، " يا فرعون مين فرعنك، ملقتش حد يلمنى". 

على الشعب اليمني أن يلملم نفسه, ويصحح ثقافته، لا للاقصاء، لا للزعامة الفردية، لا للإرادة الخارجية، نعم لعودة الإرادة لأصحابها "الشعب". 


يبقى السؤال الأهم كيف يمكن للشعب استرداد حقه في تقرير مصيره واختيار قياداته؟


عمر محمد السليماني