مقالات وكتابات


السبت - 20 أبريل 2019 - الساعة 10:56 م

كُتب بواسطة : جمال الزوكا - ارشيف الكاتب


خرجنا في 2007م نهتف بسم الجنوب واستعادة الدولة التي سبق وأن تنازلنا عنها، وعن علمها، وعملتها! ظنا منّا أن إرادة وطنية تحرك كل تلك الجماهير، ولم يخبرنا أحد بأن عميل المملكة العربية السعودية( علي محسن لحمر) هو من يحرك الشارع، وقد صدرت لديه الأوامر بتقويض حكم نظام صالح، وامتداد الاحتجاجات السلمية صوب الشمال!!

تغيّرت قواعد اللعبة بظهور ملامح الدولة الزيدية العميقة وتسيلم صالح السلطة كواجهة أصبحت عبء عليها، فأنضمت رموزنا الوطنية إلى صفوف علي محسن، وسلمهم المناصب كمكافآت نهاية الخدمة!! الّا من كان خارج الحسبة، وتحالفوا معه في حربه الجديدة ضد الحوثي، متخلية عن مشروعها السياسي زمن الساحات، فسكتت أصوات الإحتجاجات جنوبا، حتى تبنّت دولة الإمارات رموزا جديدة، لنعيش وهم الجنوب واستعادة الدولة من جديد دون أي اعتبار لأسباب تغيّر المواقف لتلك الكوكبة من قيادات الحراك السلمي، او النظر في خلفياتها، وتحليلها!! مختصرين المشهد برمته، في صفة الخيانة لاغير!!

الجنوب الذي تخلّت عنه دول التحالف في 1994م باعتباره جزء لايتجزأ عن اليمن، هو نفس الجنوب الذي تَُمنينا بعودته ضمن أجندة لاتخدم سوى أهداف حربها القذرة مع الزيود مع فارق بسيط بين الحراك السعودي والحراك الإماراتي- وفق تبادل الأدوار- أن هذا يسوق أبناء الجنوب بأبخس الأثمان الى محارق الموت على جبهات نهم والبيضاء وذاك على جبهات الحديدة والساحل الغربي!! وسط تخلي الجميع عن أي أدوار تخدم السيادة على الأرض أو تخدم أي اهداف وطنية! فكأنما التعليم، والأمن، والصحة وباقي الخدمات ليست أهدف وطنية! وإدارة الثروة، والمطارات، والموانئ لاتخدم السيادة!! والمطالبة بإعادة اعمار مادمرته الحرب جريمة!!

هكذا جنوب لانريده، وهكذا لعنة لاتستحق الإنتماء اليها، بطلوا سخافة، وبطلوا عمالة، واختصروا الطريق علينا، وتوّجهوا بمليوناتكم الى المجتمع الدولي لوضعنا تحت الوصاية الدولية..نحن الجنوبيون لسنا رجال دولة!!