السبت - 20 أبريل 2019 - الساعة 03:58 م
الواقع في مدينة عدن لا ينشرح له صدر مؤمن ولا صدر كافر.. غياب الدولة.. غياب القيم.. غياب الأمن.. غياب الإيمان.. الاعند من رحم الله.. غياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. غياب الزي اليمني.. إلا عند من رحم الله.. غياب باقات الورد الذي حل محلها الآلي والمعدل.. غياب الوظيفة المدنية وحلت محلها الوظيفة العسكرية الأمنية التي لا تعرفها وزارة الدفاع او وزارة الداخلية بل جهات غير رسمية...
واقع يبعث على الإحباط ليس عندنا وحسب في بلاد عربية أخرى( السودان – ليبا -الجزائر-العراق – اليمن) ومع ذلك تظل عدن عظيمة باهلها ومثقفيها الشرفاء وارى منظمات المجتمع المدني تنشط لتلامس مكامن النزيف والجروح فهذا اتحاد ادباء وكتاب الجنوب , فرع عدن ينظم فعاليات ثقافية منها عن تحرير المرأة والصحافة النسوية ماهية نجيب وكان من ابرز المساهمين فيها الأستاذة نادرة عبد القدوس (وهي صاحبة كتاب ماهية نجيب) وندوة أخرى عن المسرح شارك فيها أ.عبد العزيز عباس و أ.احمد عبدالله سعد و د. عبد السلام عامر احتفاء بيوم المسرح العالمي والفعليتان اقيمتا في قاعة المكتبة الوطنية ومديرها المثقف عبد العزيز بن بريك...
كنت قد تلقيت (كما تلقيت دعوات مختلفة منها الفعليتان المذكورتان سلفا) من الزميل عماد نعمان لحضور حلقة نقاشية موسومة (البسط على الأراضي في البناء العشوائي) الواقع والمآلات في التاسعة والنصف من صباح الأحد 14 أبريل 2019 م في قاعة قصر العرب بمديرية المعلا والتي نظمها مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء والقضية حساسة ومعقدة ومتعددة الاثار منها الأثر البيئي والخطورة في الأمر أن عدن مستهدفة في كل المخططات العدوانية..
ما من شهر يمر إلا ونجد قوى المجتمع المنظمة في إطار مكونات اجتماعية مختلفة ويبهرك حضور المرأة في كافة الفعاليات مما يؤكد عظمة المرأة في هذه المدينة الحاضنة لكل أبناء اليمن شماله وجنوبه.. هذه المدينة المفتري عليها دوما وابدا.. أهالي هذه المدينة دفعوا ضريبة كل المواقف الوطنية والقومية بل والإسلامية وارشيف تاريخ عدن حافل بكل الشواهد على مكانتها المتقدمة على سائر مدن الجنوب والشمال والجزيرة العربية والخليج ...
الظلم هو سيد الموقف وهو السائد في كل زمان ومكان الذي استهدف الإنسان مدنيا وعسكريا وطالبا وموظفا وتعليميا وصحيا.. الظلم طال الانسان وطال الأرض وكل المؤسسات والطرقات والمدارس والمصحات التي لم تأمن الاعتداءات التي طالت حرمتها وإزاء هذا الفعل المشين والنتن الا ان أهالي عدن بمختلف قطاعاتهم خرجوا إلى الشارع والساحات ويأت الاسرة الدولية حتى مراحل الكفاح المسلح في كل المجالات وفي كل المراحل حتى مرحلة الكفاح المسلح الذي ظن فيه أبناء عدن خيرا وعقدوا الآمال عليه الا ان كل ظنونهم و آمالهم خابت وأصبح مصيرهم التسريح من الوظيفة والتسليم بالانصراف نحو الشتات مع افراد اسرهم وظلوا مقصبين في كل مراحل ولم يسلموا من نكبة 22مايو 1990 لا وتصفية ما تبقى من سراب يوم 7 يوليو 1994م بل وحتى 17 يوليو 2015م هو الآخر شكل ضربة لعدن وأهالي عدن ورغم كل ذلك ظلت عدن حية وظل أبنائها يصارعون الواقع الفاسد..
طوبى لكل المنظمات المجتمع المدني العدني ...!!!