الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - الساعة 05:05 م
تسائل بريئ من مواطن جنوبي فقد الكثير من الأهل والأقارب والجيران والأصحاب من خيرة الشباب وفي عمر الزهور وهم مدنيون بين حملة الشهادات العليا والوسطى والحرفية والمهنية ، وكذا من لازالوا أسرى ومفقودون ،تم الزج بهم في معارك صعدة و المخا و تعز و الحديدة دون خبرة عسكرية ولكنهم استغلوا نتيجة لحماسهم و يأسهم من واقع مؤلم وحياة باضطهاد ولحاجتهم أيضاََ وللأسف لغباء بعضهم في طاعتهم لولي أمرهم و لنصرة دينهم وبالتدليس عليهم بأن طريق النصر واستعادة دولة الجنوب مرتبط بخوضهم لتلك المعارك العبثية..
بعد تلك المقدمة المختصرة والقليلة في حق أراوحهم الطاهرة والتي نسأل الله ان تحلق ارواحهم في عليين مع الشهداء والنبيين والصديق والصالحين وحسن أولئك رفيقاََ ، وإلى أجساد الشباب المتعفنة وجروحهم المتقرحة في سجون ومشافي الحوثيون ،
والمصيبة بل والله أم المصائب ان الكثيرون منهم عادوا للجنوب المحرر بفضل الله ثم بفضلهم وبفضل إخوانهم المقاومون الأحرار الشرفاء بعد أن شاركوا في حروب خارج حدودهم وفوق خبراتهم لكنهم كانوا رجالاََ وحققوا انتصارات حتى لم تنسب لهم بل لـ " الجيش الوطني "
عادوا وتمنوا لو لم يعودوا وفضلوا الموت بكرامة على الذل والمهانة ، فبدل أن يكرموهم وتقوم
" الدولة" وإخوانهم الجنوبيون بمعالجتهم و رعايتهم هم وأولادهم ،
هاهم مرميون يعانون من آلامهم النفسية والجسدية دون اهتمام من "الدولة الشرعية" ولا من القوات الجنوبية!!!
والتسائل هو أيها العقلاء ...
طالما أن "الشرعية" والمستظلين تحتها والمستفيدون من بقاء شرعنتها لإطالة أمد شيطنتها وفسادها ينعمون بالأمن والامان بالعيش في فنادق وقصور الرياض الفاخرة ومقاهي ونوادي القاهرة الليلية والجسور المعلقة و التجارة الرابحة في تركيا ومناظرها الخلابة ، والضيافة العربية "الأصيلة" في قطر و الإمارات وغيرها من الدول التي إحتضنت هؤلاء على حساب دم الشهداء وأنين الجرحى وعذابات المشردون والمعدمون والمعوزون والثكالى والفقراء واليتامى والمساكين !!!
طالما وانتم كذلك أيها "الشرعيون" المرفهون
لم كل تلك الحراسات المرافقه لكم وتلك التشكيلات العسكرية والامنية والمدرعات والعربات والأسلحة المختلفة بل والطائرات !!!
أليس الاولى بتلك القوة العسكرية اليمنية المدربة الشرسة التي جهزت لأمر خبيث لا صلة له بالوطن ولا الدفاع عن "وحدة"ولدت في الأصل ميتة بشهادة عرابيهم ولا لقتال "انقلابيون" ولا لتحرير أرضهم بل لمآرب أخرى باتت واضحة تماماََ للعيان ونحن نرى كيف يستعرض كل واحد من أولئك الفارون بقوات ترافقه ليتمخطرون بها في سيئون الجنوبية !!!
أليس من البديهي أن تكون تلك القوات في مواجهة الإنقلابيون لتحرير محافظاتهم وبيوتهم واهلهم ومضاجعهم ، بدل أن يزج بشباب الجنوب في أرض يتيهون فيها ثم ينسبون انتصارتهم لهم ويلبسونهم ثوباََ هم صانعوه!!!
أليس من العدل يا تحالف السعودية والإمارات بدل أن تستعرضوا قوتكم في سيئون لحماية مكاسبكم بحجة حماية شخصيات هي في الأساس تبيت في قصوركم وفللكم وتحت وصايتكم ويتم تحويل اموال ثروات الشعب بأسمائهم إلى بنوك في ارضكم وتحت تصرفكم!!! ،،،
والصواب والمنطق أن تامروا قواتكم العملاقة بالذود عن حدودكم وأرضكم التي دافع عنها رجال استعبدتموهم ببضعة من ريالاتكم ودراهمكم ثم تستكثرون عليهم وهم يدافعون عن حدودكم في علاج جرحاهم بالشكل اللائق بل حتى الشهداء منهم يدفنون في الصحراء كـ الكلاب دون ادنى إنسانية ولا رداََ للجميل ولو بنقل جثتتهم إلى مسقط رؤوسهم ..
لم تكتفوا بتلك المهانة حتى جئتم بحثالى البشر تنقلونهم على طائراتكم موفرين لهم كل سبل الترف والراحة إلى أرض من رميتم بهم في أرض فلاة وهم يرابطون لحمايتكم ، جئتم بهم وبحمايتكم تستفزونهم وتسخرون من تضحياتهم العظيمة والجسيمة التي لازلوا وحتى اللحظة يقدمون التضحيات تلو التضحيات.. ورغم كل تلك المشاهد المؤلمة لا زالوا مخدوعون ومتفائلون بكم ولأن الجنوبيون إندفاعهم العاطفي هو من دمرهم وأصابهم في كل المراحل التي مر بها الجنوب بمقتل ..
ولا ندري هل هذا طبع أم تطبيع !!!
والسؤال أيضاََ موجه إلى القوات العسكرية الجنوبية والتي حقيقة لاتنتمي للجنوب أرضاََ وإنساناََ
فليس للجنوب قوات عسكرية نظامية أبداََ
فكل التشكيلات الجنوبية التي ترونها وترفع علم الجنوب لا تملك قراراََ ولا تقدر أن تتحرك الا بأوامر
من طرفين لا ثالث لهما :
1- التحالف
الإمارات = السعودية
2- الشرعية ( جنوبيون)
اتباع شخصيات سياسية او اتباع قادات عسكرية او دينية .
في حين الشرعية (الشمالية) بمختلف اتجاهاتهم اتحدوا وجهزوا وتجهزوا لإعداد جيش (وطني) لا يخضع للتحالف ولا يأتمر بأوامره
بل ولفهمهم للعبة السياسية ألزموا التحالف بالدفع لهم وتحمل نفقاتهم وشراء عتيدهم وعتادهم من أموال شعبنا وخيرات وطننا المستباح !!!
الحقيقة المؤلمة أيها السادة الجنوبيون السذج أنه لازال الضحك عليكم مستمر إلى مالا نهاية وهاهم اليوم وبدون شرعية ولا غطاء شعبي ولا سيطرة على ارض ولا إقامة فيها ولا قوانين الأرض والسماء ولا نواميس الكون كله ولا واقع الحال
يعطيهم شرعية بقائهم نواباََ لمواطنيهم ، في ارض لم تعد بأرضهم وكل دائرة من دوائرهم الإنتخابية في محافظاتهم تحت سيطرة غيرهم ، فكيف يعقل
أن النواب المغتربون والفارون بعيدون عن مواطنيهم الذين منهم تحت حكم الحوثيون وسلطتهم وآخرون نزحوا لمناطق بعيدة ومنهم هرب خارج البلاد ،
يسمح لهم بإقامة محفل الخزي والعار في أرض الأحرار !!!
فما الذي قدمه هذا النائب يستحق ان يجعله يتحدث بإسم أولئك المواطنون المعذبون المبعدون !!
الجنوبيون قاتل عنهم في ارض الشمال فقتلوا وسجنوا وعذبوا ، بينما يستقبل الجنوبيون اليوم قتلة شعوبهم وناهبي حقوق غيرهم في أرض الجنوب
ليعطوهم الشرعية في قتلهم على أرضهم ووأد ثورتهم وسحق هدف في استعادة دولتهم !!
نعم أنتم أيها الجنوبيون أرضكم حررتموها كاملة بأيديكم وتقيمون بين مواطنيكم والحق معكم في تشكيل مجلس يضم نوابكم على ارضكم وبين مواطنيكم لكنكم ارتضيتم أن تتخلوا عن قوتكم الحقيقة في الساحة الجنوبية وهم الشعب الجنوبي وذهبتم مهرولون بين تحالف وشرعية فأصبحتم مسلوبي الإرادة فاذهبتم تضحيات شعبكم أدراج رياح طيشكم وغبائكم ليصبح محكوم عليه بالفوضى وعدم الإستقرار وجعلتم ارضكم أشبه بغابة موحشة يبطش قويكم ضعيفكم ، فأضعتم النصر والإستقلال الذي كان قاب قوسين او ادنى منكم ..
والمشهد يبدو أنه لتلك الأسباب قد يعود للمربع الاول والشعب في الشمال والجنوب عموماََ منهك لم يعد باستطاعته الحراك قيد أنملة ..
والحل اصبح مرهون بيد القوى العظمى وما على الشعبين إلا التسليم بما سيخرجون به من تقسيم وفق مصالحهم .
