مقالات وكتابات


الثلاثاء - 10 أبريل 2018 - الساعة 09:48 م

كُتب بواسطة : يسلم البابكري - ارشيف الكاتب



عندماء جاءت سيول وسائل التواصل الجارفة اخذت ماهو ملقى على قارعة الطريق مما لا فائدة منه ولا جدوى ورفعته الى الاعلى حتى بدى للناظر اليه بإنه ذا قيمة وهو في الحقيقة زبد سريع التلاشي ..

هذا العُشر الثاني من القرن الحالي شهدنا فيه اسوى كارثة حقيقة تمثلت في (انهيار ) الوعي نعم انهيار حقيقي مفزع ومخيف لوعي المجتمع ابرز علامات هذ الانهيار صعود ظاهرة (الغوغاء) وهم ببساطة متناهية قوم من أصحاب الوزن الخفيف جداً فكراً وعقلاً وسلوكاً هم بلا رؤية ولامشروع بلا أفق بلا جذور بلا انجاز بلا شيء ليجدوا أنفسهم فجأة قد انتقلوا من قارعة الطرق الى تشكيل وعي المجتمع عبر وسائل الإعلام الإجتماعي وحدثت الكارثة الرهيبة بظهور وعي مشوه للغاية مفرط في السطحية والسذاجة والشكلية الى أقصى مدى وبالتالي فأي حديث عن مستقبل مشرق هو هراء مالم تحدث عملية ترميم للوعي المحطم .

لا أبالغ إن قلت أن مناطق الجنوب قد تراجعت للخلف في جانب الوعي ربما نصف قرن من الزمان وكأن كل هذا التاريخ المليء بالدروس القاسية لم يكن لنعيد انتاج نفس الاخفاق بصور أفضع ، لإن كان جيل الاستقلال قد اندفع بعنف مليء بالزعيق الثوري لاسقاط تجارب أمم وشعوب لاتشبهنا ولا نشبهها على مجتمعنا فإن جيل الفسيبوك والتويتر والواتساب يقول اليوم ماهو أسوى بكثير من أن تخفيض الراتب واجب بل يلقي بكل شيء في الهاوية ويرهن الحاضر وحتى المستقبل للفشل وبإصرار ...
#يسلم_البابكري