مقالات وكتابات


الأحد - 08 أبريل 2018 - الساعة 06:25 م

كُتب بواسطة : د. علي عبدالله الدويل - ارشيف الكاتب


أنزل الله القرآن هداية للناس ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد ، أنزله الله تبيانا لكل شيء ، وهدى وشفاء ورحمة للمؤمنين .

وأمرنا الله عز وجل بتدبر آياته ، فقال سبحانه : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) .

و المتأمل في كتاب الله تعالى يجد العجب العجاب؛ من الآيات الواضحة والبراهين الساطعة والحجج العظيمة.

لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب).

وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق . 

وهو على ثلاثة أقسام : 
● قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين . 
○ وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك . 
● وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ، وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك . 

ولما بدأت أقرأ في تفسير القسم الأول قسم الأنبياء والرسل

وقع في خاطري نبي الله داود عليه الصلاة والسلام فبدأت اقرأ عنه وعن سيرته في كتاب الله تعالى فوجدت هذا الكتاب العظيم يصفه بأجمل الأوصاف وأحسن التسميات منها :

1- أنه نبي من أنبياء الله آتاه الله الحكم والنبوة
2- أنه رجل كان كريما يأكل من عمل يده.
3- أنه كان اوآب رجاع إلى الله كثير التوبة والإنابة إلى الله
4- أنه كان بطل شجاع قاض حكما بين الناس.
5- أن الطيور والجبال يسبحون الله معه عند قرأته للزبور

وغيرها من الأوصاف والتسميات التي تليق بهذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

فقلت في نفسي مادام أنه من بني إسرائيل فتعال نتصفح ما كتب عنه في كتبهم وليتني ما فعلت وكانت هنالك الصدمة بل الفاجعة الكبرى والتزوير في الكتب السماوية والتحريف والتبديل من قبلهم فمن تلك الأوصاف والتسميات الموجودة في كتبهم لهذا النبي العظيم عليه السلام وبالتحديد في
التوراة العبري في صموئيل 1 (إصحاح 16 فما بعد) وصموئيل 2 الذي تم تدوين حياته وقصة ملكه .

فماذا كتب عن هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

1- أنه لم يكن نبيا إنما كان ملك ظالما زانيا قاتلا.
2- أنه كان شاعرا ومؤلف لعدد من المزامير.
3 - كما اعتبره البعض الآخر منهم بأنه محاربا بارعا بل يتم وصفه على أنه أحق وأنزه ملك من بين ملوك إسرائيل التاريخيين .وهذا فيه تناقض عجيب.

وغيرها من الأوصاف والتسميات التي لا تليق بهذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

ومن خلال ذلك أيقنت أمور كثيرة منها :

 أن هناك فرق كبير بين القرآن الكريم وسائر الكتب السماوية الأخرى. فلقد كان المقصود من الكتب السماوية بخلاف القرآن الكريم تبيان المنهج فقط.

أما القرآن الكريم، فلقد قصد به أكثر من ذلك. فالمقصود من القرآن الكريم تبيان المنهج من ناحية وبقاؤه معجزة دالة على صدق النبي من ناحية أخرى.

أن القرآن منهج ومعجزة في آن واحد. أما التوراة مثلا، فلقد كانت منهجا فقط وكانت المعجزة العصا وغيرها. وكان الإنجيل منهجا فقط أيضا، أما المعجزة فكانت إبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من معجزات المسيح.

الشيخ الشعراوي رحمه الله يعلل ذلك بأن الفرق بين القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية الأخرى بأنه راجع إلى أن الكتب السماوية السابقة قد أنزلها الله على نية التغيير لها، أما القرآن فقد نزل على نية الثبات إلى أن تقوم الساعة.
ولذلك كان لزاما أن يؤيد القرآن الكريم بمعجزة مقرونة به على الدوام بحيث يدلل القرآن الكريم كمعجزة خالدة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .

فالذي تكلم عن رب العزة سبحانه لن يتوارى عن قتل نبي أو الانتقاص من سيرته ودعوته

ولذلك قيل (الكفر ملة واحدة )