مقالات وكتابات


الجمعة - 05 أبريل 2019 - الساعة 04:17 م

كُتب بواسطة : فارس الحسام - ارشيف الكاتب



تعريف المتلازمة في علوم الطب : بأنها مرض أو اضطراب يحتوي على أكثر من صفة أو عرض محدد وكل متلازمة وراثية لديها عوامل مساعدة أو صفات مصاحبة لظهور المرض ويصعب علاجها في وقت قياسي ...

وكذلك ينطبق المثل على #متلازمة_المناطقية التي ليس لها سبب وحيد نستطيع أن نقول أنه سبب إستفحال مرض المناطقية في الجنوب ، ولكن تبرز عوامل مساعدة كثيرة تؤدي إلى إنتشارها .

مشكلة الأراضي معقدة ومعظمها متعلق بقرارات سيادية من أعلى هرم الدولة منذ ماقبل عام 1990 .. إذ كانت معظم أراضي عدن خاضعة للتأميم بقرار من الدولة .. فكان المواطنين لا يملكون شيء منها ، وأغلبها تتبع المنطقة الحرة والمعسكرات والمصانع الحكومية .

وإبان الوحدة المشؤومة مع الأخوة في شمال اليمن وخصوصاً بعد غزو الجنوب عسكرياً في صيف 1994 وسيطرة نظام الشمال على الجنوب بدأ نظام صنعاء بتنفيذ مشاريع تدميرية مدروسة ومتعددة الأوجه في الجنوب عامة وعدن خاصة .. وأحد أوجه تلك المشاريع ( ملف الأراضي ) ومنها أراضي الدولة .

إذ بدأ نظام صنعاء بالسيطرة على أراضي ومؤسسات ومصانع الدولة وتحويلها إلى ملكيات خاصة ، ثم أمر بصرف مساحات شاسعة من الأراضي لتجار ونافذين شماليين وجنوبيين ، وأخطرها بيع معظم مساحة أراضي المنطقة الحرة في عدن لكبار اللصوص والناهبين آنذاك .

المشروع التدميري لم يتوقف هنا .. بل بدأ كبار المتنفذين ببيع معظم مساحة المنطقة الحرة كأراضي لمتنفذين أصغر منهم ، وبدأت سلسلة العصابات والمتنفذين بالتعقيد أكثر وأكثر .. ومارست العصابات عمليات البيع المزدوج لأكثر من شخص في نفس الأرضية ، بتسهيلات وعقود رسمية من مؤسسات الدولة ، واستقوى كل صاحب قوة بقوته حتى وصل بنا الحال الى ما وصلنا إليه .

كانت هذه الآفة إحدى أسباب توسع دائرة المناطقية وتساعد وسائل التنافر الإجتماعي على إشعال فتيل الفتنة يوماً بعد آخر .

اليوم ومع كل هذا الإنفلات المخطط والغياب التام للدولة لتعزيز دور الفوضى والفوضى المضادة نسمع بين الفينة والأخرى عن عمليات قتل وسلب وبسط واغتيالات جلبت صورة سوداوية عن الوضع القادم في الجنوب عامة وفي عدن بشكل أخَص .

التغييب التام لدور النيابة والقضاء في مختلف القضايا الجنائية والجسيمة وقضايا الإرهاب كانت العامل الأبرز لإنتشار فوضى الأراضي التي باتت تؤرق مضاجعنا جميعاً ، كل يوم تتسع رقعة التذمر من تصرفات بعض النافذين في جهاز الأمن في عدن والكل بات يضع علامات إستفهام حول هذه الفوضى .

- من يدعم الفوضى ومن يدفع إلى إشعال فتيل المناطقية في عدن !؟

- لماذا يتم تجاهل بقية اللصوص وناهبي الأراضي منذ حرب صيف 19991 وحتى اليوم .. الشماليين منهم والجنوبيين !؟

- لماذا يتم مهاجمة قطاعين أمنيين محددين في عدن .. الحزام الأمني والقوات التابعة لإدارة أمن عدن ؛ ونحن هنا لا ندافع عن اللصوص فيهما .. بل نستغرب التعميم الذي ينال الجهازين لا الشخصيات الناهبة والنافذة !!

- ولماذا باتت بقية القطاعات الأمنية في وزارة الداخلية والدفاع ورئاسة الجمهورية وكافة القطاعات تتسم بالعفة والنزاهة حتى يتم القفز عن جرائمها بحق الوطن ( الإنسان والأرض ) !؟

أنا هنا لا يخيفني إنتشار أو إنحسار مشكلة نهب الأراضي من قبل أشخاص بعدد الأصابع .. بقدر مايخيفني إنتشار متلازمة المناطقية الممولة والمدعومة من أطراف سعت لتدمير الجنوب عسكرياً وأمنياً واجتماعياً وأخلاقياً وعجزت عن ذلك .. فتوجهت لدق أقوى إسفين بجعبتها ( المناطقية )في قلب الجنوب ( عدن ) .

تذا جزء من العوامل المساعدة لإنتشار متلازمة #المناطقية في الجنوب هذه الأيام .. ولا زال بالإمكان القضاء على هذه الظاهرة بخطوات تشمل الجميع ولا تستثني أحد لأي عذر كان .. كما حدث ذلك في ملف محاربة الإرهاب في وقت سابق .. فإرهاب نهب الأراضي لايختلف عن إرهاب القتل ، وكليهما يؤدي إلى ظهور إرهاب المناطقية القاتلة والمدمرة .

#فارس_الحُسام