مقالات وكتابات


السبت - 07 أبريل 2018 - الساعة 08:43 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


في حقيقة الأمر أنا لا أدعي الدهاء أو الحنكة السياسية كما ينبغي لها أن تتوفر عند المتخصصين في التشخيص ، ولكن أحاول أن اقوم باجتهد شخصي من فطنة المتابعة والقراءة بواقعية للواقع القائم في المشهد السياسي اليمني الراهن ..

إن هامش التشخيص يحتم علينا أولا معرفة و تحديد الأطراف السياسية الفاعلة في تفاقم حدة الأزمة في الصياغ العام قبل الصياغ التفصيلي على مستوى أرض الجنوب المحررة وارض الشمال المحتلة ، بأن هناك أربعة أطراف رئيسية وهي ( الشرعية الدستورية التي يعترف بها العالم
، و الحوثيين الانقلابيين الباسطين على معظم المحافظات الشمالية بالقوة العسكرية ، ودول التحالف العربي بزي الجنود جنوبيين تحت لباس وكالة القوات الدولية ، ومكونات الحراك الجنوبي السلمي الممزقة والمتناحرة فيما بينها على تمثيل الجنوب بموجب القرار رقم ٢١٤٠ )!!

ولطالما إن هذه الأطراف الأربعة هي بيت القصيد المعني الى إيجاد حل سلمي فيما بينهما ، وكما إن كل طرف منهما له مشروعه السياسي وبتضارب سافر مع باقي المشاريع السياسية للأطراف الأخرى ، ويمكن لنا تشخيص ذلك الانعكاس سياسي من خلال التواجد العسكري على طبيعة واقع الأرض على النحو التالي :-

أولا : على الأراضي الشمالية :

* هناك تواجد الانقلابيين الحوثيون على معظم المحافظات الشمالية بفرض مشروعهم الذي يقاتلون من أجله على مدى ثلاث سنوات دون أي حسم عسكري .

* هناك تواجد لشرعية الدستورية التي يعترف بها العالم و تتواجد لها قوات تحت غطائها في محافظتي ( مأرب والجوف ) واجزاء من محافظة تعز الشمالية ، الرافضين للانقلاب .. وهذا عكس فاعلية وجود الطرفين على الأراضي الشمالية ..

ثانياً : على الأراضي الجنوبية :

* هناك تواجد لدول التحالف العربي على معظم المحافظات الجنوبية تحت غطاء قوات لمكافحة الإرهاب وهي ( الحزام الأمني والنخب ) ويتم استخدامها تحت لباس الزي الدولي لذلك التواجد وتارة أخرى تستخدم على تفويض الشرعية والعمل على تأكلها في الجنوب بما يخدم مشروعهم نحو تشكيل ( جيش يمني في الجنوب والشمال منزوع السلاح التقني والثقيل ) من خلال الدعم بسلاح المتوسط والخفيف على مدى أربع سنوات من تدخلها العسكري..

* هناك تواجد جزئي وليس كلي لقوات الشرعية الدستورية في كافة المحافظات الجنوبية والعمل على نزع السلاح التقني لقواتها في صحراء حضرموت والمهرة ..

* وهناك قوات للمقاومة الجنوبية ضيئلة ومشتته تراهن عليها مكونات الحراك الجنوبي السلمي إلى فرض وجودها بين قوات تحالف الشرعية إلا أن فرصها في ذلك كعاثر الحظ ..

ومن خلال هذه الإحاطة بشأن تواجد القوات لتلك الأطراف المعنية بالأزمة على صعيد الأرض الشمالية المحتلة والجنوبية المحررة ، يجبر المجتمع الدولي ومبعوثه الأممي إلى التعاطي مع الأطراف ذات القوة الفاعلة على الأراضى اليمنية وهي الثلاثة الأطراف :-
* الحوثيين الانقلابيين الباسطين على معظم المحافظات الشمالية ..

* الشرعية الدستورية التي تتواجد قواتها بشكل كلي في المحافظات الشمالية بمارب والجوف وبشكل جزئي في المحافظات الجنوبية المحررة ..

* التحالف العربي بزي القوات الدولية التي تتواجد بفاعلية في المحافظات الجنوبية المحررة تحت غطاء الحزام والنخب وتفرض وجودها بالقيام مهام القوات الشرعية المغيب دورها بتواجد الجزئي ..

فمن هنا تأتي أهمية الفائدة السياسية في تعاطي مع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية في المرحلة الراهنة وتاجيل التعاطي مع الطرف الرابع مكونات الحراك الجنوبي السلمي الذي يمكن إن يصبح طرف بعد ايجاد حلول بين الأطراف الثلاثة المذكورة أنفا في حال أن أن استطع هذا الطرف الرابع من لململة صفوفه وتوافق على حامل سياسي موحد وليس أحادي الجانب من فصيل دون الفصائل الآخرين ...