مقالات وكتابات


الجمعة - 06 أبريل 2018 - الساعة 10:20 م

كُتب بواسطة : سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ما أن نخرج من محنة حتى ندخل في أسوأ منها، حتى اصبحنا لا نطاوع قلوبنا ونحن ندعو ونتمنى أن يطل علينا يوم آخر أفضل من يومنا الذي نحن فيه، وذلك لأننا قد شاهدنا وعايشنا أكثر من تبدل يكون فيه الجديد من وضع أو حال أو .. أحط وأخبث وأنتن من سابقه، فتكون أدعيتنا وتبرماتنا صادرة من خارج القلب أو من ورائه كما يقال، وكأننا ندعو ونتوعد طفلاً من أطفالنا أو قريباً نغضب منه ونتظاهر ببغضه لكن داخلنا وما في صدورنا يقول بعكس ما ننطق به، لشعورنا اننا إذا ما اصابه مصاب سوف نكون أول من يقع علينا الغبن والألم، والفوات؟!
ومع الفارق الكبير بين كرهنا وضيقنا ومعاناتنا من واقعنا وبين عدم احتمالنا لمعاصي أقرب الناس لنا وخروجنا عن جادة الوقار والحكمة في مواجهتهم..فإن تشابه وتقارب لا بل وتطابق مشاعرنا تجهماً ليعني فيما يعني اننا قد وقعنا في مأزق، التخلص منه والظهور على غيره أشنع وأنكى من البقاء فيه واحتمال بوائقه..
وعلى الرغم من وجود اختلاف جوهري بين الوجهين السابقين في إرجاع معاصي وجحود الأبناء والأقارب إلى مشيئة وتقدير الخالق وفي الأسباب التي تجعل من الحياة مشوهة معاقة، قاتمة وغير مبشرة، محفوفة بالمظالم والفواجع والتي يكون مصدرها من صنع وتبييت وفعل الانسان نفسه.
الأمر الذي يجعلنا نتساءل من وما هي العوامل التي جعلتنا في خوف متصل ومتواصل ورعب كامن ومنطلق من أي قادم ومن أي تحول منتظر وممكن!!
وإلى كم جيل نحتاج لنتحرر من هذه المعضلة المتأصلة؟!!
وما هي الشروط والأسس التي نحتاجها كي نولي وجوهنا باستمرار وباقتدار إلى تحقيق الأفضل في كل مجال؟!
ربما مواصلة الحديث في هذا الشأن قد تقودنا إلى محاذير نفتقد فيها المعاذير، وندفع فيها أثماناً تفوق القناطير، خصوصاً مع الرعب والخوف وعدم الثقة في سلامة القادم!!!
ويا وابوار رايح على فين؟!!