مقالات وكتابات


الجمعة - 06 أبريل 2018 - الساعة 05:14 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب


ريثما وطأت قدماي مدينة المكلا ولأول مرة في حياتي بمعية رفيق الحل والترحال محمد ألفقيرية تذكرت مشدوها السنين الخوالي من آواخر الستينات الفنان فهد بلان وانا طفلا يافعا وهو يترنم قائلا يابنات المكلا يادوا كل عله ..ومن تدابير الاقدار وقبلما نتناول الشاي بمقهى بن عيفان صادفت احد الصم والبكم بدأ على وجهه الحزن والاسيان يدعى سالم بن عبود وهذا ماعرفته لاحقا من خانة الاسم المدون في البطاقة الشخصية ..وقد خصني دون سواي بحديث لغة الاشارة وكأن العناية الإلهيه قد ساقته اليا لعلمه أن عندي اربعه ابناء صم وبكم صبي وثلاث بنات كأنهن اقمار الليالي ..تبادلنا اطراف الحديث انا وسالم بن عبود بلغة الاشارة وقد ارتاب الكثيرين فيما راق لبعضهم من المارين لغة الاشارة ..ومن لغة الاشارة فهمت ان بن عبود قد تناول غذائه في احد المطاعم ونسي حاجياته وحالما عاد ليسأل عليها لم يعبه به احد لاسيما والناس في وقت الذروة من تناول طعامها ..وعند البطون كما يقال تضيع العقول ..أخذني سالم من يدي صاحب الشعر المسترسل على جبهته الى صاحب المطعم وترجمة لصاحب المطعم عن فقدان حاجيات بن عبود ووجدناها تحت المقل اخذها بن عبود واكتسى وجهه بحمرة الخجل واطرق بعينيه وهو يودعني ومعتذرا لي عن ماسببه لي من متاعب فأزداد حسنا ووسامتا وودت ان احضن سالم بن عبود حينما تذكرت اولادي المصابين بالصمم توادعنا انا وسالم بن عبود وهو يلوح لي بيدة وبلغة الاشارة وسلم ولو حتى بكف الاشارة يامن على قلبي وليت الامارة انا عبد لك مملوك وانت سلطان ليم في الحيط زاحي ورمان ...