مقالات وكتابات


السبت - 16 مارس 2019 - الساعة 06:18 م

كُتب بواسطة : عبدالخالق العنبوري - ارشيف الكاتب



- من الملاحـــظ أن الكثير هذه الأيام يبحث عن وطن لينعم بخيراته ، وأمنه وأمانه ، لينعم بخيراته ليغوص في بحاره وأنهاره ، ويتنقل في سهوله ووديانه بكــل حرية ، ويتمتع بأفراحه ويتأثر لأتراحه يشعر بالحرية التامة في تحركاته وسكناته دون رقابة أوشروط فما اجلّها من نعمه لا يعرفها الا من فقدها .

- إنها نعمة الوطن وما اجلها من نعمه ، لا يشعر بها إلا من فقدها واشتدت معاناته من الغـــربة ،، انه الوطـــــن ذلك الفضاء الواسع المترامي الإطراف ، الذي يبعـــث في النفس الإعتزاز وتتجلى البهجة والفرحة والسرور به ، وبكل أرجـــائه يســرح ويمـــرح مستنشقاً لنسمـــاته الجميلة ، متنعماً بدفئه الخلاب ومناظره الفاتنة ، تلك السهـــول ، والوديــان ، والجبـــال الشاهقـــة ، التي تبرز الشموخ والعزة للوطن والثبات ،، كل ذلك لا نجده إلا في الوطن ، الوطن هو تلك الأنشودة التى نترنم بها ، تلك المعزوفه التي نطـــرب لسماعـــها ، تلك القصيـــدة التي ننحت بيوتها ، تلك البساتين التي نتمتع باريجها وعبق زهورها ، فانعم به وطن وانعم بمن وجد بغيته هاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا درس في حب الوطن والحنين اليه فيقول عن موطنة مكة :

[انك أحب البقاع إلي قلبي لولا أن قومك أخرجوني]
- ولذلك نرى الكثير من النــــاس مستعد لدفــع الغالي والرخيص لشراء وطن ليعيش فيه ، ولكن مع هــــذا كله نرى من لديهم أوطان لا يهتمون بها بل يهدمونها ويسعون فيها الفساد صباحاً ومساءً بل ويتجــرؤون على بيع الوطن بالعمالة للغير ويسعـــون لهدم بنيــانه من الداخل مثل السوس الذي ينخر في الأسنان هذا حال الكثير مع أوطانهم للأسف ، فلذلك فليحـمد الله من لديه وطن يعيش فيه بأمن ، وآمان ، واستقــــرار وسلام ووئام .

عبدالخالق العنبوري