مقالات وكتابات


الجمعة - 15 مارس 2019 - الساعة 07:13 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب


يصعب علينا كمسلمين أن نتعاطف مع إخوتنا المسلمين في نيوزيلندا الذين تعرضوا لاعتداء إرهابي بشكل نعبر فيه عن تعاطف اخوي كبير ورفض القتل على الهوية دينية أو عرقية. 

إذا أردنا أن نتحدث عن القتل بدم بارد، عن القتل الجماعي، التعرض للمساجد، القتل على الهوية، الإنسانية... الخ نجد صفحتنا مليئة بمثل هذه الجرائم فيما بيننا. للأسف فحالنا شعوب وحكومات سوف يكون كحال العاهرة تتكلم عن الشرف، ثم يقال عنا: فاقد الشيء بليغ في وصفه.


نشر شخص يدعي أنه ناشط جنوبي، عبدالحميد الردفاني، فيديو يفتي بقتل كل إصلاحي، إخواني... الخ وأن من قتلهم دخل الجنة. مثل هذة الثقافة والجراءة بنشر مثل هذة الكراهية عبر فيديو بالصوت والصورة يظهر مدى ما بلغنا إليه كشعوب. قد يرد البعض هذا مجنون لايمثل إلا نفسه. الحقيقة أن مثله كثر، وهذا انعكاس واضح وصريح لما نحن عليه. قتل العلماء عند أبواب المساجد، والنشطاء ورجال أمن بدم بارد، في عدن وصنعاء وغيرها، في اليمن وبلاد عربية أخرى، لهذا تظهر مثل هذه الجراءة.

هذا ليس جلدا للذات كما يتوهم البعض، ولكن معرفة حقيقة ما نعاني منه من تخلف وفشل ثقافي وفكري سياسي ومغالطات دينية لكي نصحح المسار. 

لن اذم أو امدح الغرب، ولكن مازالت هجرتنا "هروبنا" من بلادنا إلى بلادهم مستمرة، هذا يعني أن لدينا من المشكلات ما يفوق ما لديهم، لهذا علينا الإهتمام بحالنا حتى لا نضطر لرمي أنفسنا في البحار للوصول إليهم. 

الغرب يتحدث عن حماية رعاياه في الخارج لانه يحميهم ولا يقتلهم في الداخل، حكوماتنا لا يمكنها التحدث عن حماية رعاياها في الخارج لآنها تفعل معهم ما يضطرهم للهجرة للخارج.


زعماء عرب ومسلمين سوف يكون من المضحك والمخزي أن يرسلوا رسائل أو تغريدات يطلبوا من سلطات نيوزيلندا أن يحموا إخوتنا المصلين المسلمين، ورفض الإرهاب الديني والعنصري، خشيت أن يقال فيهم المثل الانجليزي ما أبلغ العاهرة عندما تتحدث عن الشرف.


عمر محمد السليماني