مقالات وكتابات


السبت - 09 مارس 2019 - الساعة 11:36 م

كُتب بواسطة : سعدان اليافعي - ارشيف الكاتب



أزمات وصراعات أثخن بها الوطن ، تزداد تعمقا وتتوسع عرضيا وافقيا ، تضرب النسيج الاجتماعي المتماسك ذات يوم ، أيادي خفية تتلاعب باوتارها وعلى نغم الأخطاء تدق تلك الاوتار ، وتتوسع الفجوات شيئا فشيئا والكل متمسك بموقفه المتشنج ، وعنتريته وشطحات جمة سابرة بنا نحو المجهول ، نستيقظ معها وقد أضعنا التضحيات وتلاشي من بين أيادي الكل الانجاز ، وحققنا للعدو الهدف المرسوم الذي يتمناه ، ( التأكل من الداخل ) وصرنا جميعنا مهزومين ضعفا إذلال ، تابعين للعدو بعد أن وضعنا في الفخ ودقدق مشاعر الإخوة الأعداء على اخطاء بعضنا ، حتى تنافرنا وتباعدنا وصار الكل شركاء في خسارة متفعلة ، قدمت للعدو خدمة كبيرة وزادت من تماسكه ، بالمقابل تشتت الأقوياء أصحاب الانتصار بل صاروا يتسابقون لتمرير مشاريع العدو نفسه ...

يا للمفارقة والعجب ،، هل فينا رجل رشيد .. اين العقلاء ، اين الحكماء اين الساسة ، اين اصحاب الفكر والبناء اين الوطنين حقا ،، كفاية صمت وتهرب.. فالوطن ضاع والانتصارات كادت تختفي لابد من تشكيل سياج للحفاظ عليها ... سياج التسامح والتصالح ،، سياج التلاحم والتكاتف ... التقارب لبعض القواسم المشتركة التي تقربنا نحو الهدف السامي .. ، تقارب من أجل التضحيات الجسام التي قدمت من الجميع ، أصبحت تناشدكم لحمايتها من الضياع، والتنازل عن كل قبح وسلوك خاطئ يؤثر على وحدتنا وتعاضدنا ويتسبب في تباعدنا وتنافرنا ، نزعة انا ملك وانت شيطان ، نظرة انت قبيح وانا الاجمل ، فكر انا الوطني وانت الواشي الخائن .. مصطلحات دمرتنا واخرتنا عن اللحاق في ركب الأمم ، صرنا اسيرين لثقافة انا زعيم القوم ومن يستحق العيش فقط ،،

ابتعدنا عن التفكير بالشعب والوطن والحال الذي يزداد مأساوية سيندم الجميع يوما ما عندما نصبح بدون وطن تصارعنا جميعا واختلفنا عن الوسيلة والطريقة وكيفية أستعادته ، وقد خسرنا الكثير والكثير ، يجب أن نكبر ونسموا على تلك النزعات وان نعالج مشاكلنا بعقلانية وبنوايا خالصة واضعين نصب الأعين دماء شهدائنا الذين ازهقوا ودماء جرحانا التي سالت لتغير هذا الواقع المؤلم الذي عقدناه واصبح الجميع لا يبالي بنتائجه الكارثية القادمة إن استمر الصمت ..