مقالات وكتابات


الأحد - 03 مارس 2019 - الساعة 12:54 ص

كُتب بواسطة : جمال الزوكا - ارشيف الكاتب



حضرموت هي العمق الإستراتيجي للجنوب ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يتخذ التاريخ من تلك السلطنات والمشيخات في زمن التشرذم والشتات مراجع تاريخية يعتّد بها لرسم هوية حضرمية بخصوصية تختلف عن الهوية الجنوبية من المهرة وحتى باب المندب والذي لم تستطع رسمه ممالك أوسان وقتبان وحضرموت!
هناك رابطة دم لايمكن تجاوزها بين قبائل بالحاف في المهرة والعوبثاني في حضرموت والعولقي في شبوة وأبين والصبيحي في لحج وعدن- على سبيل المثال- لها مثيلتها بين قبائل الجنوب، لايمكن لاي مكون سياسي على إمتداد الجنوب القفز عليها! ناهيك عن روابط الدم التي تجمعنا بقبائل الشمال!

وحدهم الجراجير المستوردين من زنجبار والقرن الأفريقي لإمتهان حرفة الصيد أو الحراثة في وادي حضرموت الخصيب الذي كان يعانون أهله صعوبة حراثة كل تلك الأطيان الشاسعة دون الإسعانة بهؤلاء..يدعون ذلك!!

ماالذي يمكنه القول كل جرجور ليافع الشماء ونصفها أصبح حضارمة بعد الاستعانة بدولة إبن هرهرة اليافعي من قبل السلطان الكثيري لطرد الجيش الزيدي الذي غزا حضرموت في 910 هجرية بموجب إتفاقية دفاع مشترك تقتضي المواطنة المتساوية لإبن يافع وتحفظ له نفس الحقوق والواجبات للمواطن الحضرمي الأصل?!

مغازلة إبن سعود عبر إدعاء هؤلاء بأن هناك أواصر قربى تجمعهم بآل سعود أقوى وأمتن من أواصر القربى التي تجمعهم بشعب الجنوب.. "خيانة وطنية"!! تمهّد لتمدد الدولة السعودية باتجاه بحر العرب لتوفير المنافذ البحرية لتصدير نفطها، والاستحواذ على منابع النفط في محافظتي شبوة وحضرموت.

خيانة لا تبررها حياة المهجر لأي حضرمي عاش وترعرع في أرض المملكة، أفرزت معها نوع من المصالح المتبادلة أو المنافع تمنحه حق التنازل عن العمق الإستراتيجي لأرض الجنوب.