مقالات وكتابات


الأربعاء - 27 فبراير 2019 - الساعة 01:27 ص

كُتب بواسطة : عادل الحسني - ارشيف الكاتب




إنه جديب، جديب السند جديب الظهر والساعد.. آه عليك أبا عزام خارت قواي وانا أقراء خبر مقتلك حسبي الله ونعم الوكيل، رحمة الله عليك يا جديب ..

قل أن يموت الشجعان على فراشهم وفي منازلهم، فحين نظرت إلى مكان الطلقة التي استهدفتك وإذا هي في جبينك مقبل غير مدبر بإذن الله وهكذا يرحل الأبطال من هذه الدنيا ظلماً وغدراً..

جديب عبدربه جديب، سمي بجده أحد أكبر المراجع في أرضي وأهلي فورث الشهامة ورضع العزة وعاش كالليث الجسور، حين نشبت الحرب كان من أبطالها واوائل الملبين لها، وفارس من فرسانها بكل شجاعة وإقدام رحمة الله عليه..

تعرض لمحاولة إغتيال بعد الحرب من أيادي خبيثه، وسلمه الله وحفظه منهم، واليوم يسقط جديب قتيلاً بسبب أنه لا يرضى بالخطأ ولو كان من أقرب الناس إليه..

القاتل والقتيل كلهم من ابنائنا وقد سلم والد القاتل 3 من اولادهم لمعالي الوزير الميسري حفظه الله، وكلنا ثقة أن تختصر القضية بالقصاص وتبقى الاخوة فيما بيننا

جديب، عليك سلام الله وقفا فانني
رأيت الكريم الحر ليس له عمرُ..

جديب أرجو أن تكون في أنهار الجنة وفردوسها وبين ثمارها وحورها.
جديب الملتقى الجنة عند مليك مقتدر بإذن الله تعالى..

لي مواقف عديدة مع هذا الليث، أقربها لي وأكثرها تأثيراً فيني هي حين نقلني الإماراتيون إلى السجن القديم في بئر أحمد بعد عام كامل معهم في سجن التحالف السري، لم يكن في هذا السجن الذي دمروه فيما بعد أي زيارة أو معرفة بأحد، فقد كان سجن مخفي وفي يوم من الأيام يناديني السجان بقوله لي أن المدير يريدني، فخرجت إليهم مستغرباً وقلت :- خير ماذا تريد؟
قال مدير السجن :- هناك صديق أصر وأصر على زيارتك، وسأسمح لكم في دقائق فقط.. كان هذا الشخص الذي سأراه هو أول شخص بعد اعتقالي واخفائي وتعذيبي طول تلك الفترة، ودخلت المكتب وإذا هو جديب وما أدراكم من جديب..
دمعت العيون وتعانقنا عناق الفراق والقهر وبكى جديب، ومعه أخ آخر ولحظات وعادت ابتسامة جديب التي لا تفارق مبسمه، وقال ابشر والله إن الفرج قريب الكل معك ويدعو لك واعطاني جرعة من العزيمة والصبر والثبات، ثم نادى المدير منهياً لقائي بذلك الأخ والسند.. خرج من عندي بعد أن أعاد إلي الأمل والحياة حين كنت من الضائعين ولا أدري عن هذا العالم شيئاً..

حقا يا جديب عليك وأمثالك فلتبكِ البواكي، لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون..

كتبه / عادل الحسني
2019/2/27 م