مقالات وكتابات


الإثنين - 25 فبراير 2019 - الساعة 06:40 م

كُتب بواسطة : علي عمر الهيج - ارشيف الكاتب



عندما يستوطن الحب في قلبك فلن يستطيع احد ان ينال منه او يخدشه او يسلبه عنك..

خمسون عاما وانا عائش في عدن..ماغبت عنها الا في سفرتين لمدة اسابيع..

درست الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعة في عدن..

 

عشقت عدن حتى الثمالة هتفت للتلال وعشقت الوحدة واحببت شمسان والشعلة والميناء والجيش والشرطة..

شاركت في اسابيع طلابية جامعية وغنيت واعتليت المسرح والتمثيل حضرت منتديات علمية وثقافية ..

 

عشقت صاحبة الجلالة ولم اكن يوم قلم يشترى او يباع والا لكنت اليوم محلقا في خطوط الطيران سائحا كل يوم في بقعة من العالم .

 

نثرت كتابات ومقالات في صحيفة الايام والطريق وعدن الغد والامناء و14 اكتوبر والثوري ومجلات تخصصية للمؤسسات..

تبوأت رئاسة الجمعية اليمنية لحماية المستهلك في عدن وتحصلت على شهادات تقديرية..

وترأست صحف عديدة في مؤسسات وانشطة مجتمعية في عدن..

درست اللغة الانكليزية في المدراسي والبادري ومعهد مالي والمعهد الامريكي وتحصلت على شهادات ...

 

صولات وجولات رياضية في ملاعب خور مكسر مع اندية البرق والنصر والنشيء ومباريات بالشواطئ وساحل ابين مع شباب من كريتر والمعلا وخور مكسر.

 

كسبت علاقات محبة واحترام مع شخصيات وصحفيون وسياسيون ومن اعيان عدن ومثقفيها ورياضييها وفنانيها..

شاركت في مسابقات رياضية رمضانية في الصالات المغلقة مع فريق المياه والتقينا بنجوم مثل عمر البارك وشرف محفوظ وصلاح سيف الدين واخرون..

 

غنيت في الابتدائية في المسرح اغنية:

( سر حبي فيك غامض)

كنا اطفال وطلع الطلاب المسرح يشجعوني ويلبسوني ساعاتهم حتى اصبت بالارتباك والخوف

ثم اسعفني الاستاذ القدير علي محمد يحي اطال الله في عمره وادخلني احد الصفوف والطلاب يتزاحمون من اجل ساعاتهم..

 

عشت في اجواء الساحل والعريش مع الصيادين والصماصيم رافقت الاستاذ الصحفي عادل الاعسم طيب الله ثراه وتعلمنا وعشنا وكتبنا في الصحافة وشباب رائعون صماصيم كثر .

 

غطست في مياه عدن وشواطئها حتى الثمالة صليت في مساجد عدن العتيقة العيدروس وابان والهاشمي ومسجد النور والخير والجنيد..

تربيت وسط بيئة متنوعة ومثقفين ورجال اعمال محترمون يعرفون الله ومتدينون وعقول وقلوب نظيفة..

دهر كامل لم اكتب منه الا قطرة واحدة..

ظليت في معظم كتاباتي اكتب عن عدن هذه المدينة التي طالها الأذى والجراح والاحزان زمنا طويلا..

ظليت اكتب عن هذا الموروث والفن والمجتمع المدني والهوية والبصمة المميزة التي اعتبر نفسي منها وفيها وهي كل شيء لي في هذه الدنيا.

 

اعترف انا مجنون بحب هذه المدينة وليقول الناس عني ما يقولوا اني بالغت او جاهرت او زيدت بها يقولو اي شيء لايهمني..

 

ظلينا نكتب ونعاتب كل من يخدش جمال هذه المدينة الرائعة ويشوه بصمتها وارستقراطيتها التي فاقت التي فاقت كل الدنيا في لوحات الثقافة والجمال والفن والتعايش والمؤسسات والبنوك والبريد والمسارح والبحار والشواطئ ومقاهيها واماكنها الاثرية الجميلة..

 

وفي نهاية هذا الزمن نفاجئ ببعض ناس لا اعلم من اين جاؤوا ينخطون فوق شاصات كقراصنة وجماعات غازية ومخربة شباب انوفهم كلها مخاطيط وشعورهم مثل الغراب لايعرفون شيء عن هذه المدينة سوى انهم معلقين بنادقهم فوق ظهورهم لايعلمون قلعة صيرة من ملعب الشهيد الحبيشي..

 

وفي مداولاتنا ونقاشاتنا يقولوا لي انت دحباشي من صعدة يا اصلاحي انت صاحب علي الاحمر وعلي الاحمر وانت حوثى..

 

قلنا لهم انا افتخر ان اكون من اي محافظة لي الشرف والفخر فليس هذه قضيتنا وخلافنا فكل الناس البسطاء هم اهلنا ومننا وفينا وليس بيننا وبينهم عداوات ولا احقاد..

 

قضيتنا وخلافنا مع الهوامير والعسكر والقبائل الذين احرقوا عدن ويخططون لابادتها..

فكانوا يكررون علينا بنفس العقلية الردود انت دحباش انت ضد الانتقالي انت عفاشي..

فشلت في الوصول معهم الى شيء مفيد ونافع ووسطي غير تمترس وقصف يومي اني لا اريد لعدن الخير..

 

شيء لايطاق

زمن فظيع..