مقالات وكتابات


الإثنين - 26 مارس 2018 - الساعة 10:17 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


لطالما بإمكان أي مراقب يراقب المشهد اليمني عن كثب سوى كان في الداخل أو الخارج ، فإنه بإمكانية قراءة طي رسائل الصراع السياسي التي تحاول إرسالها كافة الأطراف المتصارعة، فيما يظهر على سطح المشهد من تصعيد عسكري متسارع الأحداث على الأراضي الجنوبية والشمالية في اليمن ..

ففي تقديري بأن أول رسالة تقدمت بها الشرعية اليمنية التي يعترف بها العالم إلى فريق الخبراء الدوليين ، تمثل معركة كسر العظم بينها وبين دولة الإمارات التي يسند لها قيادة التحالف على أراضي المحافظات الجنوبية المحررة ..

فإذا كانت الشرعية تعتبر القوات التي شكلتها الإمارات في الجنوب اليمن ، بأنها قوات تعمل خارج إطارها وتسهم اسهام فاعل في العمل على تقويض سلطاتها ، بما يتعارض مع أهداف دول التحالف في الحفاظ على الشرعية وإعادتها الى نصابها جنوبا وشمالا ..

فان تلك الرسالة المرسلة من الشرعية اليمنية ، جعلت الإمارات تدرك بأنها دخلت في معركة كسر العظم معها ، وسعت بكل ثقلها إلى نسف مضمون تلك الرسالة الموجهة الى مجلس الامن الدولي ، من خلال الرد عليها بصناعة أحداث أمنية وعسكرية تثبت للخبراء الدوليين ، أهمية بقاء هذه القوات بهدف مكافحة الإرهاب في الجنوب وتخدم معارك دول التحالف العربي بتحقيق تقدم عسكري على الانقلابيين لإعادة الشراعيه على الأراضي الشمالية المحتلة ..

وقد كانت أول رسالة رد على الشرعية على صعيد ألارض الجنوبية من قبل الإمارات ، قيام قوات الحزام والنخب بمداهمة أوكار الإرهاب والقبض على خلايا إرهابية في عدن وشبوة ، بتزامن مع تغطية إعلامية لهذا الإنجاز الأمني ضد الإرهاب و عرض الأسلحة والمتفجرات التي تم العثور عليها في تلك الاوكار الإرهابية ..

فأما رسالة الثانية بالرد من قبل الإمارات على صعيد الأرض الشمالية ، كانت بحشد مزيد من هذه القوات العسكرية والدفع بها نحو تحقيق تقدم عسكري على المليشيات الإنقلابية في جبهة كرش والشريجاء بهدف فتح جبهة جديدة لتحرير محافظة تعز من مدينة الراهدة ، لاثبات القدرة العسكرية لهذه القوات التي توصفها الشرعية بأنها ميليشيات خارجه عن مؤسساتها ولكنها تعمل على تعزيز وجودها لتحرير الأراضي الشمالية من قبضة الانقلابيون عليها ..

ولربما ما لا تدركه الإمارات بأن رسائل المعارك التي بعتثها بغرض كسر عظم الشرعية على الأراضي المحتلة في ضل زيارة المبعوث الدولي إلى العاصمة صنعاء ، فإن هذه الرسالة ستدفع بالحوثيين بكل قوة إلى تغطية هذه الهزيمة في جبهة الشريجاء وصرف الأنظار الإعلامية عنها ، برد فوري وعاجل يعزز من قوتها في مجابهة دول التحالف العربي من خلال شن استهداف صاروخي مباشر على الأراضي السعودية ..

وفي ذات الصدد من جانب أخر فان إلاخوان الإصلاحيين في شمال اليمن يسعون بكل جهد الى تقويض اي تقدم عسكري للإمارات على الأراضي الشمالية ، ويعملون بكل الطرق على نسفها من خلال تسليم جبهاتهم في نهم والجوف للحوثيين ، بما يمكن الانقلابيون من نصب منصاتهم الصاروخية من جهة مأرب والجوف على قاعدة (اي تقدم عسكري للإمارات في الأراضي المحتلة سيقابلة تمدد عسكري لأنصار الله في الأراضي المحررة ) ، وهذا ما جعل السعودية ضحية الصراع بين الإمارات والشرعية !!