مقالات وكتابات


الجمعة - 22 فبراير 2019 - الساعة 02:04 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



في أقل من عام تكاثرت الوفود على أبين، فرئيس الوزراء الكبير ((بن دغر)) زارها قبل رحيله، ثم تلتها زيارات لوزراء كثر فزارها لملس الشرعية، والقباطي، وبعدها زارها الميسري، واليوم يزورها رئيس الوزراء الصغير (( معين))، فماذا عساه سيقدم لها؟ فمن سبقه رصوا لنا كلاماً من على المنابر، ثم ذهبوا وتركوا أبين تلعق الصبر.

مسكينة هي أبين، تتلقى الوعود تلو الوعود، ولكنها لا تخرج إلا بخفي حنين، وعودكم يا سادة جوفاء، ولم نتحصل منها على شيء، وعودكم كسراب بقاع من قيعان أبين، فلقد مللنا زياراتكم العقيمة، زرتم أبين ورأيتم دمارها، وهززتم رؤوسكم، ولم تعملوا شيئاً بقدر خسارة مواكبكم الماخرة رمال الطريق المليء بالرمال، فهل رأيتموه؟ أم هل أحسستم به، وأنتم تركبون سياراتكم الفارهة؟

لا تزوروا المحافظة، ولكن عالجوا وضعها من خلال الجلوس مع قيادتها ممثلة بمحافظها، فهو الذي سيأتي إليكم، ولكن اصدقوا معه، ولا تمنونا الأمنيات الكاذبة، فلقد عددنا لكم احتياجاتنا، وجاءت المنظمات وعددنا لهم، ولكننا نسمع جعجعة، ولا نرى طحيناً، فإلى متى ستظل وعودكم كذب، متى ستصدقون معنا؟

أيها المسؤولون الكبار: لو خصصتم ميزانية مواكبكم المعدة لزيارة أبين، وعملتم على إزالة الكثبان الرملية من الطريق، أو جعلتموها لإعادة إعمار منازل المواطنين المدمرة، أو لإصلاح الطرق المتهالكة، أولترميم المرافق المهدمة، فما أكثر الاحتياجات!!! وما أكثر زياراتكم!!" وما أقل بركتها!!!

محافظة أبين تحتاج لجهد حقيقي، ولا تحتاج لزيارات لذر الرماد على العيون، أو لزيارات تصفية حسابات، أبين تحتاج للبناء، تحتاج لصدق من يزورها، فتوزيع الابتسامات لا يكفي، ورص الكلمات لا يجدي، لم تستفد أبين من زياراتكم إلا قطع الطرقات للسماح لمواكبكم بالمرور بيسر وسهولة، فرجاء لو كنتم تحبون أبين فلا تزوروها، ولكن ارحموها من الكذب، ومن الأمنيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فمن سيزورنا بعد معين، قولوا لنا من؟