مقالات وكتابات


الثلاثاء - 19 فبراير 2019 - الساعة 11:03 م

كُتب بواسطة : علي منصور أحمد - ارشيف الكاتب



لم يدرك الكثيرون معاني مفردات كلمته الشهيرة والبليغة عندما قال (انا لست من كينيا) وهو لا يقصد الاستخفاف بالشعب الكيني الصديق ، ولكنه تاكيد على انه كيمني جنوبي ، لا يجهل ما يجري في اليمن من صراع الارادات المالوف يمنيا .. والتي قالها بكل حسرة والم وهو يرى ويلمس تهور المتعطشين للسلطة والاستحواذ عليها ، تحت اي مبرر وباي ثمن ، في اوج اتون الأزمة السياسية في اليمن وفي خضم الايام الاخيرة للحوار الوطني ، وبروز تنافر وتناحر ثلاثية العهد القديم (القبلي والعسكري والديني) التي جثمت على صدور اليمنين ، شعب اليمن السعيد ردحا من الزمن ، المتناحرة والطامعة في الاستفراد بنظام الحكم في اليمن ، بعباءات جديدة لتعيد انتاج نفسها في الهيمنة على نظام السلطة العتيقة والمتهاوية في صنعاء عقب ثورة الشباب المطالبة بالتغيير ومحاولة سرقتها من قبل اجنحة الصراع على السلطة في اليمن حلفاء الأمس وفرقاء اليوم (عفاش والاحمر والحوثي).

والتي ادت إلى احداث العنف الدامية في اليمن ، والانقلاب على شرعية الرئيس هادي المستمدة من المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة) الرئيس الشرعي والمسنود دوليا بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السياسية في اليمن ، التي وضعت الجنوب وقضيته العادلة ولاول مرة ، في اولويات الحل السياسي الشامل للازمة اليمنية ، والتي جاءت عاصفة الحزم لدول التحالف العربي مستمدة شرعية تدخلها العسكري ، بمشروعية القانون الدولي ومظامين ميثاق العهد الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، بناءا على طلب ودعوة الرئيس الشرعي لليمن الرئيس عبدربه منصور هادي ، والتي وضعت المليشيات الانقلابية بين فكي كماشة وفرضت عليها عزلة دولية وإقليمية لم يسبق لها مثيل في العالم ، والتي لم تكون في حسبان شطحاتهم الشيطانية المتهورة التي لا يحسدون عليها اليوم.

وما لم تدركه اليوم بعض القوى المتهورة محليا ، مهما كانت مشروعية مطالبها وطنيا ، ممن لا يدركون او استعصاء عليهم فهم واستيعاب معنى ومغزاء ومنطق لجوء الرئيس هادي (الغير كيني) إلى عدن.

هم وغيرهم من ذوي الاطماع التوسعية عند البعض الاخر اقليميا ، ممن يستخفون بالقانون الدولي ومصفوفة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بشان الازمة اليمنية وموجبات الحل القانوني والسياسي الدولي لها ، ممن يظنون انه بمقدورهم اليوم القفز على شرعية الرئيس هادي ، الرئيس الشرعي لليمن المعترف به محليا واقليميا ودوليا ، فلن تكون قفزتهم الصبيانية الا إلى الهاوية.