مقالات وكتابات


الثلاثاء - 19 فبراير 2019 - الساعة 12:39 م

كُتب بواسطة : علي مقراط - ارشيف الكاتب



اكتب هذه السطور الحزينة عن الشهيد الأخ والصديق صالح قائد الزنداني.و مازلت أتذكر ونحن في مطار عدن الدولي منتظرين وصول جثمانة الطاهرة على متن طائرة عسكرية خاصة من سلاح الجو الإماراتي ذلك المشهد الحزين لعائلة الشهيد وأولاده وشقيقه ومحبيه والدموع تتساقط من أعينهم كالمطر. ذلك الموقف الذي أبكاني وكثير من القادة العسكريين لن أنساه. لكن شيء طبيعي أن يحزن ويبكي ويتالم كل من عرف الرجل عن قرب فهوا قبل أن يكون قائدأ عسكريأ مهابأ كان استثنائيأ باخلاقة وانسانيتة وتواضعة الجم في اليوم التالي الذي شيع فيه جثمانه بشكل رسمي في معاشيق سمعت الشاب الخلوق احمد أبوبكر الجرادي المنتمي إلى قبائل باكازم محافظة أبين يتحدث إلى القائدين احمد البصر وفضل طهشة ويقول ياليتني ماعرفت الزنداني لاني من لقاء واحد جمعني فية شعرت أنني مع قائد عسكري كبير فية أجمل الصفات واشعرني وكانة يعرفني من سنوات فيما قال العقيد مهدي منصر مازلت أتذكر ذات يوم ذخلت علية إلى مكتبة في القصر الرئاسي بالتواهي قام من كرسية إلى وسط حجرة مكتبة يستقبلني ويسلم علي وكأني رئيس وفد خارجي وليس أحد الضباط المسؤول عليهم وأضاف العقيد مهدي منصر وهوا ركن إمداد محور أبين العسكري. لقد أحسست بالخجل أمام هذا القائد البسيط المحترم وكلما تعود إلى اذهاني تلك اللحظة يداهمني الحزن الشديد على الشهيد الزنداني. اماكاتب السطور فماذا عساي اقول واكتب وأتذكر وانا عملت معة كاعلامي رافقتة في معظم نزولاتة وزياراتة طوال ثلاث سنوات كان فيها المسؤول العسكري الأول في العاصمة المؤقتة عدن ولحج وأبين والضالع وتعز وغيرها وأهم رحلة معة رئاستة للجنة الرئاسية إلى تعز ومكثنا نحو 11يومأ ورقم الأوضاع الصعبة وظروف الحرب إلا أنني شعرت أن العمل مع الشهيد ومرافقتة حتى إلى قمم الجبال والسهول والوديان والجبهات والمتارس هي فرضة العمر ويتحول التعب إلى متعة. كيف لا وانت بجانب مسؤول يحس فيك ويقدرك ويفضلك عن نفسة كان يأتون لنا بالقات بنفس المستوى وفوق ذلك لايطيب له إلا وقد قسم لي من قاتة واثناء وجبات الأكل لا يؤاخذ لقمة إلا بعد أن يتأكد أننا جميعأ على السفره ويخرج يتأكد من غذاء الحراسة. حسنأ واقسم باغلظ الايمان أنني كنت أرى بوجودة الأمان والاطمئنان على نفسي وعلى الآخرين من أبناء القوات المسلحة اطمئن انه بمجرد لمح البصر علي يعرف ويحس بطلبي وحاجتي ولايتوان في تقديمة وحين أصل بأوراق اوملفات اوتقارير يقول قبل أن يقراء ايش طلبة هذا فارد علية ويكتب وبالمثل الثاني والثالث وولخ حتى ينتهي وهوا يقول على مسؤوليتك وهوا يبتسم وذات مره نشرت مناشدة بموقع عدن الغد لعلاج العميد ناصر الطويل فاتصل بي وقال ياعلي حولت له مساعدة بناء على مناشدتك وذهب العميد عبدالكريم شائف لاستلام التوجيه وقال وهوا يضحك عبر الهاتف لاعاد تكتب أبلغني فقط. وأثناء نزوله اوزيارتة إلى أي معسكر اوغيره كان يرسل لي عبر الواتساب كلمات مختصرة بكرة سنذهب إلى إلى مكان ماء هل تقدر تأتي أم مشقول والله بهذه اللغة والتخاطب الرفيع ومازلت محتفظ بالرسائل. في جهازي وهوا كان بإمكانه ابلاغي بلغة عسكرية اوعبر العمليات. أيها القراء مثل هذه العقلية الكبيرة لن نجدها ومستحيل نجد البديل من يعوض ويملأ الفراق لاتوجد إلا في عقل وضمير ووجدان وقلب الشهيد صالح الزنداني طيب الله ثراه وهناك القلائل من أمثاله لكن مازلوا مغيبين اوبعيد ين عن رضاء المقربين من صناع القرار ومزاجهم السيئ. عمومأ الكلمات تعجز عن وصف الكثير من الملكات القيادية التي تفرد بهاء الشهيد وشخصيأ أشعر بالصدمة لفراق ابأ صلاح هذا البطل الطيب الذي تركنا في الزمن الصعب وماكنا موقعين رحيلة. لكن هذه مشيئة الله الذي اختاره إلى جواره شهيدأ مقبلأ غير مدبرأ. فقد توالت علي النكبات خلال السنوات الأخيرة فقدت فيها أعز اقربائي في الأسرة والقبيلة واغلى اصدقائي وأعظم قادتي الشجعان وأولهم صديقي الأسير البطل اللواء الركن محمود الصبيحي والشهيد البطل اللواء الركن احمد سيف اليافعي واخرهم صالح قائد الزنداني. والى هنأ اكتفي بهذا القدر وأدعو المولى عز وجل ان يتقمد الشهيد البطل اللواء الركن صالح قائد الزنداني بواسع رحمته ورضوانة ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم الجميع الصبر والسلوان انالله واناليه راجعون
(رئيس تحرير صحيفة وموقع الجيش السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع )