مقالات وكتابات


السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 11:26 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



المجلس الانتقالي ينشط حيناً، ويتوارى أحايين كثيرة، كموسم الزرع يعود علينا كل عام مرة، كموسم الدوم يمر سريعاً، وكموسم الحيمر، والحيمر نوع من أنواع الذرة، هذا الموسم تمر سنوات عديدة ولم تكد تراه، لأن موسمه قصير، ونادراً ما تأتي الأمطار في هذا الموسم، أو أن بعض المحاصيل الزراعية تسبقه، ولا يجد المزارع مساحة لزراعته، والانتقالي هكذا لا ينشط إلا في مواسم وطنية معينة، وربما يسبقه غيره في ملء الساحات لإحياء المناسبات، ولكن ولله الحمد مواسمنا كثيرة، أقصد مناسباتنا الوطنية، فعندنا الرابع عشر من أكتوبر، والسادس والعشرون من سبتمبر، والثلاتون من نوفمبر، والحادي عشر من فبراير، والثاني والعشرون من مايو، والسابع من إبريل، فكم رددنا كثيراً 7/7 آخر يوم، وكم حلمنا، وتمنينا، ولكن الأحلام والأمنيات تبخرت، وبدون فائدة تذكر.

الانتقالي لم يكن هو الفصيل الوحيد على الأرض الذي ينادي لاستعادة دولة الجنوب، ولكن كل واحد كون له فصيلاً، ولا تتمايز هذه الفصائل إلا في الدعم المقدم، فبعضها بالدرهم، والأخرى بالدولار، وبعضهم يستلمونها بالريال السعودي، وأقلهم شأن هم من يستلمون دعمهم بالريال البمني الذي لا يقوى على حمل نفسه.

اليوم المجلس الانتقالي يصارع في حضرموت، ويحاول تشكيل شعبية حاضنة له في محافظة لا تبالي بالسياسة كثيرا، وتحب السلام كثيراً، بل أنها تعشق السلام وتتأنق وتتألق به، محافظة تكره العبث بسكينتها، ولا تحب الفوضى.

المجلس الانتقالي قضيته عادلة، ولكنها قضية شعب بأكمله، وكل هذا الشعب لا يدين إلا لمن وفر له الخبز ليعيش، لا يحب إلا من حافظ على معاشه، ووفر له كل الخدمات، والانتقالي لا يملك إلا ميزانية تشغيلية لإحياء المواسم الاحتفالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فلسان حال الشعب يردد: وفر لي معاشاً وأمناً، وخدمات، وتعال لتحكمني، والانتقالي شعاره، الشرعية هي المسؤولة عن هذا كله، ولكنهم لا يعترفون بها، عجبي كل العحب من هذا التناقض العجيب.

لا نشكك في وطنية الكثير من الهامات الوطنية في المجلس الانتقالي، ولكننا نعجب من هذا التوقيت لخروج الانتقالي، خاصة والجنوب هذه الأيام يعيش أفضل حالاته، ولكن السياسة لها حاجات لا نفهمها نحن البسطاء.

الانتقالي سيأخذ له لفة في حضرموت ثم سيعود نحو عدن، وسيتفرقون وراء مصالحهم في بلاد العالم الفسيح، ثم سيعودون لنا كموسم الزرع، لو وأكرر لو، لو جاء الغيث، أعني الدعم، وسلامتكم.