مقالات وكتابات


السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 08:55 م

كُتب بواسطة : محمد فهد الجنيدي - ارشيف الكاتب


تساءلت مراراً حينما شاهدت صورة للواء عيدروس الزُبيدي بمدينة المكلا بمظهر القائد البسيط ويديه تلامس أيدي المواطنين، وبدا الزُبيدي شخصية بسيطة، لكن ماذا لو كان الزُبيدي رئيسا؟ 
بالطبع سيكون الزُبيدي مختلفاً عمّا هو عليه، هو يحاول في الوقت الراهن أللا يبعد عن الجماهير المساندة له، فلو تركها ولم يتعاطف أو يلامس همومها سرعان ما ستنسحب، وستخلو الساحة التي سيلقي خطابه فيها في اي محافظة كانت من الناس.
الزُبيدي لايمثل الدولة، ولديه مكون سياسي مثله مثل الحراك الذي كان يملك شعبية واسعة النطاق، إلا أنه لم يحقق المطلوب للقضية الجنوبية، وأتى المجلس ليحل مكانه، فسار هذا الزخم نحو المجلس، وبالتالي فالرئيس هادي مثالاً لايمكنه النزول إلى المدن اليمنية المحررة نظراً لكونه مستهدف والأوضاع الأمنية مضطربة وليست مستقرة، بل إن النيران ربما ترمى عليه من الأصدقاء، فهو مستهدف في الأول والأخير من الجميع نظراً لما يحمله من مشروع وهو الأقاليم فضلاً عن محاربته لجماعة الحوثيين.
اخفق الرئيس هادي عندما جلب الإصلاح في السلطة، لكنه نجح في مهام أخرى بجلب عاصفة الحزم مثالاً، وتسليم الجنوب لابنائه فلولا هادي لما كان اي قيادي في الحراك الجنوبي (سابقا) لديه سلطة اليوم، بينما كان بالأمس مطارد من الأمن المركزي، ولما كان الزُبيدي محافظا لعدن، ولما ظهر أصلاً، واليوم ايضاً لديه مكون سياسي.
ولا يستطيع الزُبيدي أن ينكر فضل هادي ، ولا يستهدفه لهذه الأسباب ولأنه جنوبي عموماً، وفي الأخير يستطيع هادي أن يعيد الجميع إلى مكانه الذي كان يعيش فيه في السابق، لكنه وفقاً للأحداث لايزال محتملاً للأصدقاء الذين يرونهم عدواً.