مقالات وكتابات


السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 07:30 م

كُتب بواسطة : محمد سالم بارمادة - ارشيف الكاتب


كعادتي بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع أتوجه إلى مقبرة "يعقوب" لزيارة قبر والدتي وقراءة الفاتحة على روحها, وذلك لأن الشوارع المؤدية إلى المقبرة في هذا التوقيت تكون خالية من السيارات وبالتالي لا تكون هناك أي ازدحام, ولكن اليوم وعند ذهابي إلى المقبرة كعادتي تفاجئت إن الشوارع التي اعرفها وأحفظها عن ظهر قلب ليست بتلك التي تعودت عليها, رأيت الشوارع غير, أطقم عسكرية وعليها أفراد بزي عسكري غريب بالنسبة لي لم أراه من قبل, أفراد مدججين بالأسلحة ألمتوسطه والخفيفة يجوبون الشوارع بسرعة جنونية لدرجة إني أوقفت سيارتي جانباً لكي أفسح المجال لهذه الأطقم الغريبة بالمرور وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه .

لا اخفي سراً لو قلت إن الدهشة قد أصابتني مما أراه أمامي لهذا السيل الجرار من الأطقم العسكرية, مشهد لم أتعوده منذُ تحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة, مشهد أرهبني وأخافني وجعلني في حيرة من أمري, مشهد يمكن وصفة باستعراض القوة وتخويف الناس .

ذلك المشهد الذي وصفته سلفاً دفعني أن أسال احد المواطنين المارين أمامي قائلاً له : ايش يجري في المكلا؟ ومن هؤلاء الجنود الغرباء؟ وما هي حكاية الأطقم العسكرية؟ رد المواطن وعلامات الغضب تبدو على وجهة قائلاً : ما تدري إن قادة الانتقالي هنا في المكلا, وإنهم سوف يعقدون يوم الغد جلسة لمجلسهم الانتقالي؟ حينها كظمت غيضي وبقيت واقفاً أدعوا في سري أن يحفظ رب السماوات والأرض حضرموت وأهلها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .

حضرموت يا سادة ليست بحاجة لهذه الجحافل الجرارة من الأطقم العسكرية, وببساطة شديدة أقول, إن قوات المنطقة العسكرية الثانية وقائدها اللواء فرج سالمين البحسني تستطيع أن تؤمن لكم يا قادة الانتقالي حماية طيلة فترة وجودكم في المكلا, حماية توفر لكم عناء سفر مرافقيكم وأطقمكم التي جلبتموها معكم من عدن, حماية توفر لكم الجهد والمال, فأهل مكة أدرى بشعابها .

لستُ ضد وجودكم وتواجدكم في المكلا يا قادة المجلس الانتقالي, فأنتم ضيوف وعلى العين والرأس, لأننا للكرم عنوان, وإنما ضد استعراض أطقمكم الجرارة التي جلبتموها معكم من عدن, فنحن في حضرموت لم نتعود على رؤية مثل هكذا مشاهد, فقط هذه المشاهد ممكن أن نراها في الجبهات, خاصة وان الانقلابيين الحوثيين الإيرانيين لا زالوا يسيطرون على بعض المحافظات, اجعلوا من هذه الأطقم الجرارة سنداً لإبطال الجيش الوطني الذين يخوضون أشرس المعارك ضد الانقلابيين, اجعلوا منها قوة ضاربة خلف فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي لكي تتوحد الجهود ضد الانقلابيين الحوثيين الإيرانيين .

باختصار أقول .. يا سادة يا كرام, حضرموت تُمثل نموذجاً رائداً يحتذي به في تمكين أبنائها من إدارتها, واثبتوا الحضارمة إنهم يستطيعوا إدارة شئونهم بأنفسهم, والشواهد لا تحصى ولا تعد, فأهل مكة أدرى بشعابها, ومن لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس, وكل لبيب بالإشارة يفهم, والله من وراء القصد .

ملاحظة :
"يعقوب" : أسم مقبرة الموتى التي تقع بمدينة المكلا .