مقالات وكتابات


الخميس - 14 فبراير 2019 - الساعة 11:26 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



طبعا نحن هنا لا نقصد تمسك الشماليين بما يسمى بدولة الأقاليم أو اليمن الإتحادي ، أيا كانت صفتهم ، لأن ذلك بكل تأكيد سيكون في صالحهم ، أكان بمشروع الأقاليم الستة أو بغيره ، مادام ذلك المشروع السياسي سيبقي الجنوب تابعا لهم ، ولكننا نقصد بهم الجنوبيين ، كل الجنوبيين ، من أي منطقة كانوا ، وبغض النظر عن انتمائهم السياسي ، ومهما كانت الوظائف او المناصب التي يشغلونها في حكومة ماتسمى الشرعية حاليا ، المهم أنك جنوبي ، أتعجب منك مندهشا مستغربا!! متسائلا : لماذا تمسكك الشديد هذا بمشروع دولة الأقاليم الستة ؟ وياترىأي مصالح سيجنيها الشعب الجنوبي من هذا المشروع السياسي حتى يستمر تمسككم به ؟.

ياجماعة الخير ، وهذا ما نرجوه منكم ، أن تكونوا أهل خير وخيرين لأنفسكم وأهليكم وشعبكم ووطنكم ، نقول لكم : لا تتعبون أنفسكم في الجري وراء مشاريع سياسية وهمية فاشلة ، من خلالها تحاولون جعل الجنوب تابعا للشمال ، لأن تلك المشاريع ومن الاساس لن تقدروا على تنفيذها في الجنوب ، كما أنها لن تفيدكم في شيء ، ولن تخدم شعب الجنوب كما تروجون لها ، كما أنها لن تؤدي إلى استقرار الأوضاع أبدا ، لافي الشمال ولا في الجنوب ، وأيضا فإنكم فيها لن تكونوا في مأمن من شر قوى الشمال (الحوثي المؤتمر الإصلاح) مهما فعلتم لهم ، وللجنوبين معهم تجارب كثيرة في هذا الشأن ، أي في العهد معهم ، والسبب بسيط جدا وهو أنهم يرون في الجنوب أرض وثروة من مستحقاتهم الخاصة ، لهذا فإن دوركم معهم لايكون إلا كمن ساعدهم في استعادة حقهم ، حسب ظنهم ، ثم بعد أن تسلموه لهم ، لايكون لكم عليه اي سلطان .

أعيدوا النظر في التاريخ السياسي القديم للجنوب ، الذي من عبره ودروسه سيجعل إرادتكم الداخلية تتخلى وبقوة بل والترك النهائي لتلك المشاريع الاحتلالية الخبيثة ، وستدفعكم وبقوة أيضا إلى الالتحاق بالمشروع النضالي لشعبكم الجنوبي ، مشروع استعادة الدولة الجنوبية ، وإلا فإنكم وبعد النظر في تاريخ الجنوب القديم ، إذا استمريتم في تمسككم بمشاريع قوى الاحتلال السياسية ، فإنكم لا تجنون منها غير الحسرة والندم ، وستصاب قلوبكم و ضمائركم بأوجاع وآلام شديدة ومزمنة مدى حياتكم ، كما كانت على ومع من سبقكم من الجنوبين الذين في زمن سلطتهم سمحوا للشمالين أن يشاطروهم حكم الجنوب فكانت كارثة (اليمننة) والتآمر الخبيث ، وكما كان ذلك أيضا مع الذين تنازلوا عن السيادة الجنوبية في 22مايو 1990م .

عجبا لكم أيها النفر من الجنوبين المغرورين بسلطة شرعية منفية مهزومة متهالكة ، انظروا إلى الفرق بينكم وبين الانتقالي ، انتم تتمسكون بمشروع سياسي شمالي وهو ضدكم وضد وطنكم الجنوب ، تتمسكون به وانتم تعلمون أن نسبة نجاحه (صفر ) ، وانتم فيه قلة ومستخدمين ، وعادكم ايضا له تروجون ، وله تستقطبون وجهاء ومشائخ من اصحاب الدفع المسبق ، ومنهم تشحذون استعادة مؤسسات دولة ال... لاندري مؤسسات أي دولة نسميها ، كونها لم ترس على واقع حقيقي ، بينما الكيان الجنوبي الجامع (الانتقالي الجنوبي) ورغم قناعته وثقته بقدراته وامكانياته القوية ، أنه بفضل الله سينتصر للجنوبين في استعادة دولتهم ، مع هذا يدعوكم ويمد يده إليكم أن تكونوا في صفه النضالي وما زال إلى الآن ، وما هذا إلا لأنه يرى ان الجنوب لكل الجنوبيين .

في الآخير لايسعنا إلا أن نقول لكم ما قاله الكاتب الصحفي المتميز / ياسر اليافعي ، الذي قالها من قبل ومازال يعيد قولها حتى الآن و ستتكرر إلى مسامعكم يوميا "المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد خيار شعب الجنوب فقط ، بل أنه خيار الإقليم والعالم ، وكل المؤشرات تسير بهذا الأتجاه".