مقالات وكتابات


الثلاثاء - 12 فبراير 2019 - الساعة 11:02 م

كُتب بواسطة : عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب



تابعت البرنامج الأسبوعي لقناة ابو ظبي «اليمن في اسبوع»، حلقة 8 فبراير 2019 وقد ناقش البرنامج موضوع هام يحاول الكثير من اليمنيون في الشمال والجنوب تجنب الحديث عنه في هذه المرحلة.

كان حضور آخر وزير لخارجية ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حضوراً باهتاً لم يضف الكثير من رجل كان يدير السياسة الخارجية لجمهورية أثارت الجدل كثيراً في زمانها، ولم يلامس إجابة السؤال الموجه إليه من قبل مقدم البرنامج وذهب إلى الحديث العام عن حروب ما كان يسمى بالشمال والجنوب، واستقر على استحضار «المجلس الانتقالي» وتكرار اسمه أكثر من مرة دون مبرر وتحدث عن حوار يقول إن «المجلس يديره» والحقيقة أن الرجل ظهر بعيداً عن الواقع الجنوبي خاصة واليمني عامة.
في الجانب الآخر تحدث ضيوف الحلقة عن نقطة هامة وهي لقاء عرض البحر لوفدي «الشرعية» و«الانقلابين الحوثة» واتفقوا أن هذه الخطوة التي ضاقت بالأمم المتحدة مساحة اليمن الجغرافية فأقدمت عليها لتعقد الجلسة في عرض البحر، هي خطوة تحمل عدة مضامين أشاروا إليها في معرض طرحهم. منها أنها حالة أسماها البعض تنازل من الشرعية ورأى البعض أنها حالة تعقل من الشرعية فرضتها الظروف الإنسانية وراو في بعض جوانبها بأن المجتمع الدولي يريد إرسال رسالة بأن هناك لقاء لطرفين على أرض محايدة. وفي الحقيقة إنني اتفق مع هذه الحقيقة واستغرب كيف وافقت «الشرعية» على مثل هكذا لقاء وما هي الأرباح السياسية التي حققتها من وراء لقاء بهذا الشكل؟
في معرض الردود على سؤال حول ما هي المآلات في الشمال والجنوب في حالة ما حصل الاتفاق على اقليمين شمالي وجنوبي، ارى أن المخاوف التي طرحها مدير محور النقاش في الحلقة منطقية وحقيقية مع تحفظي على توجهات القناة والدولة التي تمثلها والتي تسعى إلى جعل الأمة وليس اليمن فقط مجرد «كنتونات» صغيرة لا تتجاوزها في المساحة والسكان وإن وجد من هو أكثر منها مساحة وسكان فيجب أن يكون ضعيفاً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً!
ففي الشمال هناك صراع محتدم اطرافه «أنصار الله» وبقايا أنصار الرئيس السابق صالح وحزب «الإصلاح» وقواه القبلية و«الشرعية» ممثلة بالرئيس هادي. وفي الجنوب هناك صراع مناطقي واضح يستجر أسبابه ومبرراته من صراع الرفاق في الجنوب في العقود الماضية ولن يعود الوضع إلى الاستقرار في اليمن عامة إلا بالبحث عن حلول لتلك الصراعات.
أما الحديث عن الحوار الجنوبي في هذه الحلقة فقد كان في جانب كبير منه حديث تمني وليس حديث واقع. فالحوار في الجنوب مازال يعاني كثيراً وما يجري هو في الحقيقة عبارة عن استمرار للصراع الجنوبي ولكن بوسائل جديدة منها سعي كل طرف لتوسيع جبهته وهناك توجهات لدى البعض بتشكيل فريق تفاوضي خارج إطار التوافق الجنوبي، وهذا لعمري تكرار لغلطات التاريخ فبالأمس أيضاً اختار لنا العالم ممثلين لنا وأصبحوا فيما بعد حكامنا وانتهت بنا الرحلة إلى حضن نظام صنعاء باتفاقية لا تتجاوز الصفحة والنصف بعد أن التهمت خيرة رجالنا المنعطفات التصارعية المناطقية على مدى أكثر من خمسة وعشرين عام هي عمر حكم ذلك الفريق.