مقالات وكتابات


الأربعاء - 06 فبراير 2019 - الساعة 10:02 م

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب


الى الأخ والصديق  العقيد \عبد الدائم أحمد علي مساعد، مدير مكتب مدير أمن عدن/ نقدّر لكم كل الجهود التي بذلتموها بأمن المحافظة  بترسيخ الأمن والسكينة، والتصدي لعمليات البسط على الأراضي والممتلكات العامة، ومواجهة الجماعات المتطرفة في ذروة نشاطها، ولكن مما لا شك فيه وما يحز في نفوسنا ونأبى الصمت تجاهه هو ما نسمعه من عامة الناس من أن عملكم هذا ترافقه تجاوزات وأخطاء كبيرة طغت على نجاحتكم وتوشك أن تحيلها الى فشل وتودي بها بنظر كثير من المواطنين، يتحمم الأمر أمامها الى ضرورة مراجعة أساليب تعاطيكم مع الجميع ذات العلاقة كجهات ومواطنين.

 صحيح أن جزء كبير مما يُقال  مبالغا فيه في كثير من المواقف والوقائع، وينطلق تارة من توجه كيدي ،و من حسابات سياسية تارة أخرى، ويراد منه التشهير اكثر منه إصلاحا، ولكن الشيء المؤكد أيضاً أن ثمة أخطاء قد اُرتكبت من قِبلكم أصبح  معها الاستمرار بموقعكم كـــ" مدير مكتب " خطأً أفدح وذريعة للنيل من الأمن ومنكم شخصيا، يتطلب منكم ترك موقعكم كمدير مكتب،و هذا ليس انهزاماً ولا خضوعا لجهات معينة أو شخصيات بعينها بل نزولا عند مصلحة أمن عدن وسلمها الاجتماعي المستهدف من جهات كثيرة، وبعد أن أصبح وجودكم فيه عبئاً عليكم وعلى المؤسسة الأمنية.

كما أسلفنا قد يكون جزء كبير مما نُــسب إليك مبالغا فيه ومشوه، ولكن سنفترض أن ما نُسب لكم من أخطاء لا يتجاوز50%  أو حتى أقل من ذلك، فهذه النسبة كافية لأن تترك موقعك هذا وتعود الى موقعك السابق لتواصل منه خدمتك هناك، ليس عقوبة أو أدانة بقدر ما هو تفويتاً للفرصة على من يستغل كل صغيرة وكبيرة من الأخطاء ليستهدف بها أمن وسكينة المحافظة  لحسابات مختلفة ،كما أن من ترك موقعك هذا سيجنب الأمن كثير من الاستهداف بعد أن ظل شماعة للغير ليعلقوا عليها أخطاءهم ويصرفون من خلالها أنظار المواطنين بعيدا عن فشلهم وفوضويتهم، ويوصد بذلك نافذة بوجه المحاولات التي تستهدف عدن وتستهدف الجنوب استهدافا سياسيا من البوابة الأمنية بتصويره أي الجنوب  بأنه قد أخفق بتحقيق أمنه وفشل باستعادة مؤسساته، وبأن أبناءه مجموعة رعاع وحمقى لا يستحقون دولة ولا وطن. فحرييٍ بك وبنا جميعا أن نضع مسألة مهمة كأمن عدن موضع: (الرِبح والخاسرة -المكسب والضرر)، فطالما وقد أصبح وجودكم ذريعة لاستهداف هذه المؤسسة فمن الحكمة أن تكون مصلحة الأمن مقدمة على بقاءكم بل وعلى مصلحتكم الشخصية وتنسبون بسلام ولكم كل التقدير-وأن رافقَ  ذلك شعورا بالغبن- .

فهل تفعل ذلك ؟. فلن أخفي عليك وعلى مدير الأمن اللواء شلال شائع حقيقة تُــكبر يوما أثر يوم أمامنا  ككدرة ثلج متكورة نشاهدها بوضوح في كل طريق وشارع ووسيلة نقل ومقهى ومرفق ومؤسسة ، فقد كُثر شاكوك وقلّ شاكروك , وشاكروا الأمن الذي يجب أن نقف خلفه ونشد من عضده بهذه المرحلة العصيبة، باعتباره المؤسسة الأمنية الرسمية التي تمثل امتدادا  لدولة الجنوب ولوجودها ونجاحها ولها أي المؤسسة الأمنية دلالة سياسية بليغة يدرها الخصم قبل الصديق، في ذات الوقت الذي سنظل مخلصين نشير الى أخطاء افرادها وقيادتها بصرف النظر أن كانت أخطاء عن قصد أو غير دون قصد فالصمت أحيانا يكون نقيصة نأبى أن نحملها. فما نسجله هنا  نابعاً من سريرة نقية صادقة مخلصة، وذهن خالٍ من أسقام المصالح الشخصية والعاهات الجهوية، ولا ينطلق إلّا من الحرص على مصلحة الجميع وصون أمنهم و أرواحهم وممتلكاتهم ،وكرامتهم أولاً وأخيراً،.

 ....وبالأخير هي مننا نصيحة ورأي نسديهم إليكم ،لستم ملزمون بالأخذ به والعمل بما ورد فيه، بعد أن وجدنا أنفسنا أن أي صمت حيال هذا,وعدم وضعكم بصورة ما نسمعه ونشاهده سيكون ضرب من ضروب الخذلان لأمن عدن وضباطه وجنوده لا نرتضيه لأنفسنا أبداً، كما أن أي صمت منا سيمثل لكم ضررا بالغا كصديق، فالصديق من صدَقك القول وليس فقط من صدّقك.