مقالات وكتابات


الثلاثاء - 05 ديسمبر 2017 - الساعة 03:53 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


صال وجال وتربع على حكم اليمن لفترة تجاوزت الثلاثة عقود، عدل فيها وظلم، كرهناه وأحببناه فلطالما كان يسعد الشعب أحياناً ويغضبه أحاييناً أخرى، التمسنا له العذر فهو يرقص على رؤوس الثعابين كما كان يقول، ومعارضوه كانوا كذلك كثير، بل أن خبثهم وشرهم لا يقل عن شره، ولكنه كان أهون الشرور مجتمعة، صالح أو الزعيم الصالح، أو فارس العرب لم أحبه كما أحببته اليوم فلقد صدق مع شعبه وقاتل حتى قتل داخل عاصمته، ومن من ؟ لقد قتل من عدونا جميعاً فمن قتله هم الحوثيون وهذا شرف له .

مات الزعيم ولم أصدق خبر مقتله، ولم أفرح بمقتله بل حاصرتني الأحزان بعد مقتله، ففيه أرى صلابة اليمني، وعنفوان الفرسان، ودهاء الحكماء، وشكيمة الأقوياء .
مات أبو أحمد الممتع في خطاباته، مات فارس العرب وهو يقاتل أعداء الوطن مات داخل وطنه، لم يهرب ولم يفكر فيه، بل جعل قدره تراب وطنه كما قال وصدق الزعيم في قوله، رحل من أبغضناه ولكننا رغم بغضنا له كذلك أحببناه، فكل يمني سيجد من شعوري شيء يخالطه، فرغم كره الناس له إلا أنهم أحبوه، ولربما يكون الزعيم عند ربه في وضع أفضل مما كان عليه بيننا، رحل أبو أحمد، ولن يفيدنا بكاؤنا عليه، فلقد ذهب بسلبياته وإيجابياته، رحل رجل اليمن الشجاع، رحل صاحب أكبر رصيد لحاكم اليمن الموحد، رحل أبو أحمد فلتبكه اليمن، ولتبكه الرجال والنساء، ولتبكه البواكي، فصالح تاريخ لم نعرفه إلا بعد ذهابه، فلو عاد أبو أحمد لكرمه أعداؤه قبل محبيه.

وداعاً فارس العرب، وداعاً أبا أحمد، وداعاً، فلقد أحببناك، والله أقولها صراحةً لقد أحببناك، ولكن كان موتك شرف لك ولمحبيك، فلقد رويت بدمائك تربة وطنك، ولم تتركه بحثاً عن ملياراتك التي قالوا أنك قد وفرتها في الخارج، وعشت في وطنك ومت على ترابه .

رحل أبو أحمد فارس العرب الزعيم الصالح، وترك لنا الأحزان، رحل وترك تراب الوطن يشم عبير دمائه الزكية .

فعزائي لليمن كافة في رحيل الزعيم الصالح، ولقد كان رحيلك رحيل الفرسان يا أبا أحمد، وعزائي لكل أبنائه ومحبيه، وأقول لهم فلتفاخروا بأبيكم فلنعم الأب هو، ولنعم القائد هو، ولنعم الرئيس هو، فإنا لله وأنا إليه راجعون ...