مقالات وكتابات


الأربعاء - 30 يناير 2019 - الساعة 05:29 م

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب



كلنا يدرك ان اتفاق الكلمة ووحدة الرأي وتوحد المجتمع تشكل قوة للقضية الجنوبية وبدون ذلك لا نستطيع ان نحقق اي انجاز يمكن ذكره على طريق الاستقلال واستعادة الدولة ..

وحينما نتحدث عن تلك القوة فنحن نقصد بها النزعة الفكرية الجمعية للشعب التي تفضي بالأفراد الى الارتقاء بمستوى الوعي العام لديهم في سبيل تحقيق الهدف المنشود بالرغم من التناقضات العقلية في الأفكار والتوجهات والآراء بين ابناءه ,

وبالطبع فإننا من جهة لا يمكن ان نلغي مفهوم النزاعات والاختلافات والخلافات الاجتماعية التي تنشا جراء التناقضات الفكرية والسياسية والثورية والثقافية حتى في ظل إجماع الشعب على هدف واحد معين ــ فالمجتمع المتحرك هو ذلك المجتمع ( الذي يحتوي في داخله على جهات متضادة في الفكر والموقف .. حيث تدعوا كل جهة الى نوع من المبادئ التي تخالف ما تدعوا إليه كل جهة.من الجهات الأخرى ) , وهذا بالطبع لا يعد امر غير ايجابي او يمكن ان يؤدي بالمجتمع الى التفكك والانهيار ان أحسن المجتمع وقادته استغلال ذلك التناقض والتضاد لصالح الاجماع الوطني ومصلحة الشعب واهدافه .

كما إننا من جهة أخرى لا يمكن ان نطلق على تلك التناقضات بالصراعات الاجتماعية والفكرية والسياسية السلبية فظاهرة الاختلاف والتناقض الثورية في أي مجتمع هي ظاهرة صحية ولابد منها بشرط ان تؤدي في نهاية المطاف الى خدمة الشعب ووحدة كلمته ولم شعثه وبمعنى آخر- ان يغلب على تلك الصراعات النزعة الاجتماعية والسياسية الموضوعية العامة وليست النزعة الشخصية الذاتية التي لا تتحلى بالمرونة .

وهو ما يجب ان تدركه اطراف الحراك الثوري والسياسي لشعب الجنوب – واقصد – الشعب الجنوبي بكل اطيافه وتشكيلاته الاجتماعية والسياسية والثورية بل والثقافية والفكرية ايضا ومن دون الاتفاق على وحدة الكلمة والرأي ستتفاقم الخلافات والنزاعات الصغيرة وستتحول الي حالة احتقان ومن ثم ستقود الى انتشار الفوضى والعنف والانقسام والتمزق وبالتالي ضياع القضية وتراجعها ,

يجب ان نغلب في هذه الحالة صوت العقل والحكمة ومصلحة الشعب والوطن فوق كل الأصوات والمصالح والاعتبارات الشخصية ونتنازل عن المبادئ السياسية والثورية وقوفا عندما تقتضيه المبادئ والاهداف الوطنية الكبيرة.. فالحالة الثورية الناضجة للشعب هي انعكاس لاستقلالية ومرونة الفكر والعقل كوسيلة توحيد للجماعة تعمل على تغيير ادوات الصراع المسلح الى ادوات سياسية وفكرية سلمية عبر لغة الحوار والتفاهم التي تلجأ اليها الاطراف لتحقيق مصلحته العلياء في جميع الحالات..

وفي ظل غياب صوت الحكمة ومنطق العقل والفكر وتغليب المصلحة الوطنية سيسود صوت الفوضى ويطغى منطق العنف ويتحول التناقض الثوري الصحي الى صراع عصبي او جهوي او.مناطقي او حركي غير سوي وحرب تمزق الشعب وتفتك بالأمن والسلام الداخلي للمجتمع وبغياب لغة الحوار بين كافة اطراف العمل الوطني والثوري والسياسي المشترك كوسيلة ديمقراطية لتوحيد رؤى الجميع وفقدان العقل الاجتماعي سينجرف الشعب في أزمته الثقافية والوطنية الى مستنقع الصراع المسلح..

وبالتالي فان الوسيلة الناجعة لتحقيق قوة الكلمة ووحدة الصف وتوازنه تتمثل في العمل بل في حرص الجميع على توحيد الآراء والأفكار والتوجهات السياسية والثورية في إطار سياسي واحد يستوعب الجميع على الساحة الوطنية تدفعها المصلحة العلياء للشعب نحو تحقيق الهدف العام الذي ضحى من اجله الشعب الجنوبي المتمثل في اعلان الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ..