مقالات وكتابات


الخميس - 24 يناير 2019 - الساعة 12:46 ص

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



اليس الحوثي هو عدو للشرعية والتحالف ؟ ، ألم يقدم التحالف دعمه للشرعية إلا من أجل أن تحارب الحوثي؟ ولكن لماذا الشرعية لم تحارب الحوثي ؟ .

كثيرة هي الأسئلة والاستفسارات والانتقادات والمنشورات والمقالات التي جميعها كان مضمون محتواها بنفس سؤال عنوان مقالنا هذا ، والتي جميعها كانت تريد الوصول إلى إجابة واضحة وشافية ، لماذا الشرعية لم تحارب الحوثي ؟ ، إلا أنه ورغم ذلك الكم الهائل من تلك التساؤلات المطروحة يوميا و بأنواع الكتابة المختلفة وفي مختلف وسائل الإعلام وبرامج التواصل الإجتماعي لكن دون فائدة ، فلم تكن هناك أي إجابة حقيقية مقنعة ورسمية تبرر إعراض الشرعية عن محاربة الحوثي خلال سنوات الحرب الماضية إلى اليوم ، غير كتابات بعض الكتاب والمحللين الذين كانت كتاباتهم وتحليلاتهم مقنعة وصادقة بشكل كبير جدا للإجابة عن ذلك السؤال ، إلا أنه لم يعتد بها نتيجة لعدم إلتفات التحالف العربي إليها ، الذي لو عمل على الآخذ بها كنصيحة لتفاد خطر الحوثي لكان قد عرف كيف يستطيع الضغط على الشرعية في محاربة الحوثي ، خاصة أنه لم يوجد هناك أي مبرر للشرعية يبرر عدم خوضها الحرب ضد الحوثي إلى الآن ، فكل ماتحتاجه الشرعية من أمكانيات عسكرية ومالية وسياسية لتسهيل حربها في القضاء على الحوثي قد قدمت إليهم من قبل التحالف العربي ، إلا أن سياسة الشرعية تتعمد عدم المواجهة مع الحوثي في حرب حقيقية ، بالنسبة للرئيس هادي وقوات المقاومة الجنوبية قد كانوا صادقين مع التحالف في محاربة الحوثي ، وقد اتضح ذلك جليا في قدرتهم على تحرير جميع أراضي الجنوب من الحوثين ، وأيضا استعدادهم أن يقاتلوا الحوثي إلى جانب المقاومة الشمالية في مناطق الشمال ، لكن السر الذي بداخله تختبئ الإجابة عن سؤال ، لماذا الشرعية لم تحارب الحوثي ؟ هو الذي جعل جميع القوى السياسية والعسكرية الشمالية تمانع محاربة الحوثي ، مع أن إعلامهم دائما يهتف بالحرب ضد الميليشيات الحوثية وبحماسة شديدة .

استمرار الشرعية (الإصلاح) في الهروب من محاربة الحوثي وفي ممارستها اساليب الخداع في كونها تحارب الحوثي ، التي قد تكون هي تقيتها حتى لايتكشف خداعها ، رغم أنها اصلا قد هي مفضوحة ، سيؤدي ذلك إلى زيادة خطر الحوثي على أمن دول التحالف ، كما أنه سيؤدي إلى مزيد من التفاهمات التآمرية بين هذه الشرعية والحوثي ضد المحافظات الجنوبية المحررة ، كما أن استمرار هذا التعاطي السمح للشرعية مع الحوثي يطرحنا أمام سؤال آخر هو : من هي هذه الشرعية ومما تتكون ولصالح من تعمل ؟.

هذه الشرعية التي تحاول توهم التحالف والعالم أن عدوها الأول و الرئيسي هو الحوثي وأنها في حرب قائمة معه فقط كذريعة لتحقيق مكائد في نفسها ، لهذا يجب الحذر منها ومن مخططاتها التي أن نجحت في تحقيقها ستصيبنا جميعا في ديننا وأوطاننا وأمننا على مستوى منطقة الجزيرة والخليج ، وهذا الخطر ليس مختفيا على دول التحالف بل أنه ظاهر للعيان كالشمس ، فمن خلال تواجد الشرعية في جسدها بالرياض بينما عقلها المدبر يتواجد في قطر وقطر هي حليفة مع تركيا وإيران ، وأيضا من خلال اتفاقها مع الحوثي في توقيف جبهات الساحل الغربي ، وترحيبها بزيارة نائب وزير الداخلية التركي إلى عدن ، ووقوفها ضد أمن عدن ولحج وألوية الأحزمة الأمنية والنخبتين الشبوانية والحضرمية في حربهما ضد القاعدة وداعش و التشويه الإعلامي الممنهج ضد تلك القوات الجنوبية التي هي شريكة دول التحالف في حربهما ضد الحوثي والقاعدة وداعش ، ومحاولتهم نقل صراع الحرب إلى الجنوب ، إلا إجابات شافية كافية للجميع عن تلك الأسئلة التي أبرزها : لماذا الشرعية لم تحارب الحوثي ؟