مقالات وكتابات


الثلاثاء - 22 يناير 2019 - الساعة 07:43 م

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب


مهما حاول اولئك الاصنام الورقية تلميع وتضخيم انفسهم بإخفاء وجوههم الدميمة خلف الكلام المعسول الذي يتشدقون به بادعاء الوطنية والاخلاص للقضية الوطنية الجنوبية فضلا عن تصنعهم المبتذل للنزاهة  وحب ابناء الشعب فهم لا محالة مكشوفون بافعالهم  من قبل الشعب نفسه بالرغم من انهم يعتقدون ان باستطاعتهم الاستمرار في ممارسة الكذب والدجل والضحك على العقول كما ظلوا يفعلون ذلك خلال السنوات القليلة الماضية وقد يتوقع البعض بان هولاء الاصنام سوف يراجعون انفسهم المريضة ويعلنون توبتهم النصوح للشعب الذي يزعمون بانه فوضهم بما لم يكونوا في مستواه من مسؤليات التفويض ويعترفوا له بعجزهم وفشلهم بعد ان امضوا وقتا من الزمن في الكذب والدجل عليه سيستمرون على نهجهم وديدنهم المخزي بعد ان اخذتهم العزة بالاثم.. لا بل يتمادون في غيهم وكذبهم ودجلهم ظنا منهم انهم بذلك انما يحافظون على مكانتهم التي صنعتها لهم اجهزة المخابرات العالمية التي يعملون لحسابها بين من انخدع بهم وانطلت عليهم خدعة الوطنية الزائفة والنضال الواهم الذي  يصفون انفسهم به بادعاء الدفاع عن قضية الشعب الجنوبي والسعي لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة والحرص على مصالحه الوطنية العلياء والدنيا..افرادا وجماعات..

الاصنام الجديدة التي جرى تدجينها وتربيتها وتنميتها في جسد الشعب وعبر كل وسائل الدعم لكي تصل الى مراكز القيادة التي وصلت اليها اليوم بدلا عن النخب القديمة التي فقدت مشروعيتها او ترهلت قدراتها في السيطرة على الشعب او التي فقدت ثقة الشعب فيها او بحكم انها لم تعد قادرة على تطويع ارادة الجماهير لتحقيق مصالح  القوي الدولية التي تقف خلفها وحساباتها الاستعمارية..وبعد ان جرى اقصاء الشرفاء والمخلصين وتهميشهم والتخلي عنهم والتآمر عليهم

 تمثل هذه الاصنام الورقية الشاذة مستوى احتقارها للشعب وعن درجة تعاليها عليه حينما تصف كل سلوك او خطاب ناقد لها من افراد هذا الشعب او متوجه اليها بانه جاهل او عميل او.خائن او اصلاحي او عفاشي او دحباشي او حوثي او اخونجي وتلقي عليه سيل من التهم الجاهزة عبر جيش كبير من المرتزقة والامعات والمطبلين الذين جندتهم لهذا الغرض وكلفتهم بهذه المهمة نيابة عنها . تكشف هذه الاصنام الشاذة عن نواياها الاستغلالية المبيتة وعن نظرتها الاستخفافية لهذا الشعب. فهي لا ترى فيه شيئا سوى استخدامه عند الحاجة والطلب وعند الدعوة للمليونيات المشبوهة..فهي  تريد شعبا للركوب وسلما ومعبرا للوصول الى كراسي المجد....تريد شعبا وديعا جاهلا ساذجا يقدس البشر ويعيش عيش الحجر....تريد شعبا يكتفي بالتصفيق والتنميق ويؤجل اهدافه ومصالحه ويعيش باحلام الانتظار والوعود الكاذبة...تريد شعبا لا يفقه في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الحريات ولا في الحقوق ولا في ميادين النضال.... ولا في الوطنية.. هذا النوع من الشعب هو ما عملت على انتاجه واعادة انتاجه هذه الاصنام منذ ان ارتدت عباءة  النضال المزيفة ضحكا على الشعب وهي تمارسه الان بعد ان وصلت الي كراسي القيادة بإسم القضية الجنوبية عن طريق الدجل والمخاتلة والتفريط في اهداف الشعب وتضحياته هذا هو النوع الذي ظلوا يستخدمونه لتحقيق برامجهم ومخططاتهم ومشاريعهم الانانية الخاصة على حساب القضية الجنوبية ودماء شهداءها الابرار وتضحياتهم الكبيرة...كم رايناهم وهم يجوبون المدن  ويتسولون الناس  ويستجدونهم ويغرقونهم بالوعود الزائفة والآمال الكاذبة وهم يدعونهم لإقامة المليونيات الجماهيرية التي تؤيد شعاراتهم الرنانة الفضفاضة الخاوية يطرقون الابواب ويعانقون الصغار والكبار يتصنعون الابتسامة ويتظاهرون بالتواضع والمحبة والانسانية...كم سمعناهم يخاطبون الناس ويدعون بانهم من عمق هذا الشعب ويحملون قضيته ويتألمون لألمه   وهم في الحقيقة انما يمارسون انانيتهم الحقيرة عليه لتعبيد الطرق الموصلة الى غاياتهم ومقاصدهم الشخصية الضيقة التي توقفوا عندها دون ان يتقدموا خطوة واحدة للأمام. يحتقرون.ابناء وطنهم ويسخرون من كل المناضلين الشرفاء يرفضون النزول من الابراج العاجية التي تبعدهم عن الشعب. يؤلهون انفسهم وينتظرون ان يسجد الناس لهم... نبتت في اعماقهم بذور التعالي وتجسدت في سلوكهم وخطابهم نزعة الاستكبار... يريدون التميز في كل شيء في لباسهم ولغتهم وسياراتهم و مكاتبهم وماكلهم و مشربهم ..انهم باختصار نوع خاص من الناس لا ياكلون الطعام ولا يمشون في الاسواق ولا يقيمون في ارض الوطن ويناضلون من ابراج دبي لأن ذلك بالنسبة إليهم منقصة تذهب عنهم الهيبة و تحد من تميزهم وتدفع غيرهم إلى التجرؤ عليهم لذلك اصغرهم يمشي في موكب لا ترى آخره من السيارات الفخمة والمدرعات الضخمة يرافقهم جيش كبير من الجند الذين يحيطون بهم.من كل الجهات ..ومع ذلك يزعمون ويصرون في زعمهم هذا على انهم مناضلين وقادة وثوار وحاملي قضية ومفوضين من قبل الشعب رغم الطريقة المشبوهة واللا مشروعة التي اتبعوها في عملية التفويض تلك..

وياللمفارقات العجيبة التي يحيا بها هولاء فهم يسافرون ويطوفون اقطار العالم لانجاح مشاريعهم الصغيرة الخاصة. يخالطون الناس ويلاحظون سلوكياتهم في البلاد المتقدمة ولعلهم اطلعوا ان كان لديهم مايكفي من الوقت على بعض المسؤولين السياسيين في الدول المتقدمة رؤساء ووزراء  الذين نقرأ في مختلف وسائط الاعلام بان منهم من يركب المواصلات العمومية وهو في مهمة رسمية ومنهم من يوصل ابناءه إلى المدرسة ومنهم من يمتلك مكتبا متواضعا ومنهم من تظل ابواب مكتبه وبيته مفتوحة امام الجنيع ومنهم من لا يمتلك سائقا ولا سيارة حكومية خاصة يجوب الشوارع مشيا على الاقدام حاملا حقيبته بيده ومنهم من يسكن مسكنا بسيطا في احياء متواضعة ومنهم من لا حراس شخصيين له مع العلم ان هؤلاء المسؤولين ينتمون لدول غنية وعظيمة هم اناس كسائر الناس  اقتنعوا حقيقة بأن مسؤولية القيادة تكليف لا تشريف وبانهم خدم للشعب وليس آلهة تعبد وتشارك الله في عظمته اناس قدموا مصلحة الشعب والوطن على مصالحهم الشخصية عملا لا قولا كما يزعم مناضلينا وسياسيينا في مقابلاتهم التلفزيونية وتصريحاتهم الاعلامية التي يستغلونها لممارسة الدجل والتدليس على جماهير الشعب  ...انهم اناس لا يسخرون حقوق الشعب لقضاء حاجاتهم الخاصة ولا لإبتزاز الضعفا واستثمار قضيتهم الوطنية وتضحياتهم الكبيرة التي.قدموها في سبيل  الاستقلال للامعان في تعذيبهم والحاق الاذى بهم واطالة امد الانتظار تحت مبررات واهية..ولا للتمثيل وتأدية ادوار سياسية معينة عليهم لصالح قوى واجندة تتأمر على قضية شعبهم وتحاول الالتفاف على ارادته عبرهم ومن خلالهم..
من يسعي للاستقلال فعلا لا يهدأ له بال ولا يسكن له حال حتى يفعل ذلك او يتنازل ويسلم الراية ان عجز عن فعله ويترك المجال لمن هو اجدر منه به ولا يكلف الاخرين بمهمة الدفاع عن عجزه وتبريره له في محاولات بائسة منهم لاستثمار عحزه وضعفه فيما يحقق مصالحهم الانانية الضيقة على حساب الشعب وتضحياته ولا يسخر امواله لشراء الذمم الرخيصة والنفوس الكسيرة والاقلام الاجيرة والابواق الناعقة سيئة الصيت والسيرة ليستخدمها ضد الشعب من خلال طقوس التجميل والتبجيل والتطبيل وشعائر التسبيح والتقديس والتحميد التي تقام لتلميع صورته القبيحة في المحافل الجماهيرية والوطنية ومنابر الكلمة وعلى كل شبكات التواصل الاجتماعي ومهرجانات المدح والنفاق  كما يفعل مفوضينا ومناضلينا وقادتنا الاشاوس...انهم اناس لا يوظفون نفوذهم وعلاقاتهم واموالهم الماخوذة من اموال الشعب او بإسم قضيته لممارسة الضغوط عليهم لارغامهم على القبول بما يختارونه لهم من الخيارات والمشاريع التي تخدم اجندة ومصالح وسياسات خارجية عنوة...انهم اناس ينفذون الوعود ويلتزمون بالمواعيد وبضوابط العمل وبالقوانين في حياتهم الخاصة والعامة. يضربون  المثل العملي بانفسهم في احترامهم لشعوبهم وفي قيامهم بالواجب تجاهها...اناس اذا ما سافروا في مهمة نزلوا في فنادق متواضعة لا ترف فيها و لا تبذير.. لا تغريهم المظاهر ولا تسيل لعابهم الامتيازات ..اناس تحركاتهم شفافة ومصاريفهم معلومة من طرف الجميع ينفقون في الباطن كما ينفقون في الظاهر  لم يرى الناس في بساطتهم وتواضعهم تكلفا او اخلال بمسؤلياتهم تجاه كل فرد من افرد الشعب قريبا كان او غريبا .. هم اناس منسجمون في مظهرهم ومخبرهم مع ثقافتهم واصولهم وبيئتهم واقوالهم وافعالهم..ومخلصون لدماء شهدائهم..واوفياء لقضاياهم..وصريحون في التعاطي معها وصادقون في التخاطب مع شعوبهم...

حافظ الشجيفي