مقالات وكتابات


الإثنين - 21 يناير 2019 - الساعة 10:49 م

كُتب بواسطة : فضل الحبيشي - ارشيف الكاتب



بعض الناس لا يأبهون بمدلولات أقوالهم.. فيتكلمون فيما يعنون، ويتكلمون فيما لا يعنون.. فيما ينفع، وفيما لاينفع، وربما تكلموا فيما يضر ..أهم شيء عندهم أن يتكلمون.. ويتكلمون فحسب.
أنظروا على سبيل المثال في من ينتقدون عمل صندوق النظافة والتحسين في عدن.. إنهم يخوضون بجانب ذلك في كل الشؤون.. في قضايا الاقتصاد، وفي شأن التجميل، والنظافة، والشعر، والموسيقى، والسياسة، وحتى في الاستراتيجيات العسكرية، والتكتيك الحربي، وربما في تصفيف الشعر، وتفصيل الثياب.. لكن دون معلومات، ودون أسس، ودون قواعد، ودون فهم لخصائص مختلف التخصصات، وخفاياها المهنية، والتكنيكية، والفنية، ودون النظر في ظروف العمل المختلفة لكل مهنة، وغيرها مما يستلزمه التعاطي مع هذه القضية أو تلك.
ولا تعجب بعد ذلك أن يولد هذا المتكلم المعزة عجلا، ويولد العجل نعجة، ويبني قصورا على الرمال، وحصونا على السحاب، وأن يعجن التراب، ويصر على أن يبيعه للناس على أنه خبز طازج، لا ينقص إلاّ أن يخبز ويؤكل.
بعض الزملاء الصحافيين وأكرر البعض على سبيل المثال لا يعلمون حتى أن هناك حملات متعددة من أجل نظافة وتجميل ورفع لمخلفات البناء تشهدها مدينة عدن.. ينهض بها صندوق النظافة والتحسين في عدن، تحت رعاية الأخ المحافظ، وإشراف قيادة الصندوق، ومساهمة عدد من الجهات، وكل ما يعلمونه هو أنهم في أحسن الحالات مروا بجانب شاحنات تتبع الصندوق، وأن هذه الشاحنات محملة بمخلفات البناء، المتراكمة من مخلفات الحرب، أو محملة بكميات من القمامات التي تلفظها حياة المدينة، وقبل أن يعلموا حقيقة ما يجري، ومن يقوم بهذا العمل، وبمساعدة من يتم هذا الجهد، وتحت أية ظروف نجد هؤلاء يقفزون إلى أكليشاتهم الجاهزة: فلوس، نهب، صرفيات، فساد، مقاولات، عدن المظلومة، شواطئ، متنفسات، حبيبتنا عدن؛ وكأن هذه المخلفات والقمامات لم تك داخل المدينة، ونتيجة لحاجة المواطنين، ونتيجة لنشاطهم الإنساني، أو مقاومتهم للغزو، وما رافق ذلك من الهدم لبنيان مدينة عدن، ومنازل السكان، والمؤسسات العامة والخاصة، حتى أنك لتشعر أنه لا ينقص إلاّ أن يقول هؤلاء: إما أن تصرفوا لنا المعلوم، وإلا ستنالكم رماحنا الصدئة!! وسهامنا المسمومة.
والحقيقة، إن الآدمي ليحتار.. كيف يعقل أن صندوق النظافة والتحسين الذي يمتهن الحفاظ على نظافة وجمال المدينة؛ ينسى واجباته، ثم يرمي بالمخلفات والقمامات إلى السواحل؟!! وإذا حصل فعمله تحت رعاية المحافظ.. فهل يقبل المحافظ بفعل كهذا؟ وإن تم شيء كهذا.. فهل سيسكت المجتمع، وأجهزة الدولة، وينتظرون حتى يأتي واحد من آخر الصفوف لينتقد؟! ثم لماذا يقاتل الصندوق حتى يتوفر له مواقع الخلاص من القمامة والمخلفات، أليس لهذا الغرض، أم للزينة والمنجهة كما يقولون؟!.
هذا هو الحال، فلا حياء يردع، ولا خجل يصد، و(الهدرة هدرة)والحصيلة دجرة، ومن لا يستحي فلا تنكر عليه .. لو فعل الموبقات.