مقالات وكتابات


الثلاثاء - 15 يناير 2019 - الساعة 11:49 م

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب



كان الله رحيمآ بكل الحاضرين في منصة قاعدة العند خلال حفل تدشين العام التدريبي الجديد 2019 .

هذه الحادثة يجب ألا تمر مرور الكرام فلولا لطف الله ورحمته لكانت الحصيلة النهائية لضحايا اﻷنفجار كارثية!!
هذا الاختراق اﻷمني الخطير والذي كاد يؤدي بالصف اﻷول من القادة العسكريين في الجيش الوطني يؤكد بما لا يدع مجاﻵ للشك بإن هنالك أختراق في صفوف الجيش!!
إلى متى سنظل نحمل قوات التحالف العربي المسؤولية عن أي إخفاق أو فشل وتخاذل يصادفنا بسبب الإهمال وربما التقصير؟!
وإلى متى سنظل نردد إسطوانة المؤامرة والتأمر دون أن نتحرك بقوة وبجدية لكشفها والعمل على إحباطها قبل وقوعها!! وإلى متى سنظل نعتمد على قوات التحالف في كل شاردة وواردة وبكل صغيرة وكبيرة!!

منذ قرابة أربع سنوات لم نشاهد أو نلتمس أي تغيير وتطور ملحوظ في صفوف قوات الجيش الوطني والذي يجعلنا نتفاءل بالقادم .
من لا يثابر ويجتهد في السعي إلى مساعدة نفسه فلن يجدي نفعا مساعدة اﻷخرين له!!
نحن في وضع حساس ولا يحتمل فيه إرتكاب المزيد من الأخطاء والهفوات ﻷن بعضها ستكون قاتلة وموجعة بلإ شك، لقد كان من الضروري على الجميع أخذ الحيطة والحذر فالحوثي معروف تاريخيآ بالغدر ولايحترم العهود والمواثيق وهذه الحقيقة يعرفها القاصي والداني من عامة الناس بينما غابت وتغافل عنها القادة العسكريين الذين يفترض بهم أن يكون أكثر حيطة وعلى دراية كاملة بأساليب الحوثي!
أنا لا أستبعد أطلاقآ بإن هنالك تواطؤ وخيانة كانت وراء هذه الحادثة ولكن إلى متى علينا أن نظل نتحمل ونتلقى ضربات الغدر والطعن من الخلف الواحدة تلو اﻷخرى دون أن نتمكن من الأمساك بخيوطها أو نكتشف الجهة المنفذة ومن يقف وراءها عند حدوثها كل مرة!!

ليس من المعقول ولا من المنطق أن جميع القيادات العسكرية واﻷمنية وفطاحل الجيش الوطني وبعد كل هذه الفترة الطويلة من الحرب لم يتعرفوا على الحيل الخبيثة ولم يستوعبوا الدروس والخطط العسكرية الذي ينتهجها الحوثي في هجماته المباغته ولم يتوصلوا إلى الوسيلة الممكنة والكيفية المناسبة لصد ومجابهة أي تهديد محتمل من الحوثي ولم يضعوا لها الحلول التي تمكنهم من التعامل مع الطرق واﻷساليب المتنوعة التي يمارسها الحوثي خلال هذه الحرب!!
أيعقل أن يكون حفل عسكري ضخم وفي أكبر قاعدة عسكرية في البلاد ومع وجود التشديد اﻷمني تتمكن طائرة مسيرة من أختراق تلك التحصينات وتستهدف كبار القادة بكل سهولة ويسر!! من المعروف لدى الجميع أن حفل كبير كهذا يجب أن تكون إحتياطاته اﻷمنية على درجة عالية من اليقظة وينبغي من الجميع أن يكونوا على إهبة اﻷستعداد لكل طارئ وذلك لتجنب أي مفاجئة قد تحدث!!

أعتقد من وجهة نظري المتواضعة إن منظموا هذا الحفل يعتقدون أن التهدئة وأتفاق الحديدة يشمل كل ربوع اليمن وليس مقتصر على الحديدة فقط؟!
الغريب والعجيب في اﻷمر أننا لم نسمع تصريح رسمي يفند ويوضح الملابسات الحقيقية لحادثة تفجير المنصة؟! فكل ما سمعنا عنه هو تشكيل لجنة تقصي وتحقيق!!
كما لا نعرف بالضبط من هي الجهة المخول لها توفير الحماية اﻷمنية لهذا الحفل؟! وهل هناك أكثر من جهة أوكل لها تأمين الحفل فحدث هناك إرباك فيما بينها؟!
لا يمكن ﻷي شخص عاقل ولبيب أن يتقبل وقوع هذه الحادثة وبهذه الدقة والتوقيت كانت بمحض الصدفة مالم تكن هنالك أيادي آثمة سهلت وقوعها.. وأجزم بل أنا على يقين تام بإن الطائرة المسيرة التي أستهدفت المنصة لم تأتي من العمق الذي يقع تحت سيطرة جماعة الحوثي بل أتت من مكان قريب وقريب جدآ فتلك الطائرة ليست من النوعية التي تحمل الصواريخ والعبوات الناسفة!!

من المؤسف والمؤلم معا إن من كان ضمن ضحايا هذا التفجير الغادر رئيس شعبة اﻹستخبارات العسكرية وهذا يؤكد حدوث أختراق أمني وأضح وفاضح لا يقبل
التشكيك في صحته!!
فأين ياترى يكمن الخلل وعلى من تقع المسؤولية الكاملة عما حدث في منصة قاعدة العند؟! وكيف يمكن للقادة والمسؤولين أخذ العبرة منها والعمل على عدم تكرارها في المستقبل..
المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين..
الشيء الوحيد الذي لم أستوعبه وأهضمه حتى اﻵن هل وجود تلك القيادات العسكرية الجنوبية وتجمعهم في مكان واحد وتحت سقف واحد مما يجعلهم صيد ثمين وهدف سهل يمكن إستهدافه بأي لحظة مع علمهم اليقين أن هنالك أطراف عديدة تنتظر الفرصة المناسبة لظفر والفتك بهم هل كان ذلك ناجم عن شجاعة منهم أم عن سذاجة؟!
أخيرآ... إن الشخص الذي 
لا يستفيد من اﻷخطاء والتجارب السابقة فحتمآ هو شخص لا يستحق التعاطف معه ولا يستحق العيش في هذه الحياة!!