مقالات وكتابات


الثلاثاء - 15 يناير 2019 - الساعة 11:46 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



كما كان الحال مع الشهيد جعفر والشهيد أحمد سيف اليافعي وقبلهم الكثيرون من الشرفاء ممن أغتالتهم أيادي الغدر ( والخسة ) وسلبت أرواحهم من بين ضلوعهم، هاهو الشهيد (طماح) يلحق بركبهم بذات الطريقة وذات المشاهد والتراجيديا..

ويُقتل في وضح النهار بأسلوب اقرب للافلام الهوليودية والمشاهد السينمائية التي تتكرر في واقعنا الجنوبي (البائس) الذي لم يعد يطاق ،ولم يعد يُحتمل من هول مانشاهده فيه من (ملمات) ونكبات وأزمات ومصائب تحل بين الفينة والفينة..

للحظة لم أستوعب بعد أن الشهيد طماح قُتل ببراءة ودون أن تتلطخ أي أيادي (قذرة) نجسة خسيسة في عملية تصفيتة وإغتياله،ولن أصدق أن الطائرة اللعينة التي لاتزال لغزاً غامضاً هي السبب في إستشهاد اللواء طماح..

كل ما أعرفه أننا كجنوبيين بتنا (مطية) لكل المشاريع الضيقة، وكل الإملاءات والتوجيهات من أرباب المال وأسياد النعمة وأصحاب النفوس التي تسعى لأن تدمرنا مع علمنا بهذا إلا أننا نستعذب هذا ونتلذذ بذلك الدمار،بل ونقبل اليد التي (تغتالنا)..


فنحن لانجيد سوى لغة التخوين والمناطقية والتراشق القذر بكل مسميات السفالة والعمالة والإنحطاط الأخلاقي وكأن مواكب الشهداء الذين سقطوا (لايعنونا) ولايمثلوا قضيتنا التي كانت (الأبواق) تنعق بها وتتغنى بها وتسترزق بها في كل المحافل والساحات، أما غير ذلك فنحن ( بلداء) وأغبياء بإمتياز..

سقط طماح وسقط قبله كثيرين وسيلحق به الآخرين تباعاً ونحن لازلنا غارقون في وقعنا البائس والقذر ونمارس (طقوس) التخوين والتفريق وزرع المناطقية المقيته دون أن نلتفت لكل مايحاك ضدنا أكان من أبناء جلدتنا أو ممن نثق أنهم أقرب إلينا من أنفسنا،وسنظل على هذا الحال حتى نصبح في خبر كان ثم ننوح على ماضينا وأمجادنا..

ولا أظن أننا سنصحوا من غفلتنا (وسكرتنا) أو سنتخلص من سياستنا الرعناء ونتجرد من تبعيتنا أو ننبذ ولاءاتنا لمن أشتروا (ذممنا) وضمائرنا ووطنيتنا ومارسوا ضدنا كل الأساليب دون أن ندرك حجم تلك المؤمرات التي تحاك ضدنا..


رحيل طماح مؤلم جداً وكلما شاهدت صورته ومحاولته أن لايسقط أتألم وأصاب بخيبة أمل في أن نصحوا أو نتغير أو نتعظ مما مر بنا ومايمر ينا،وبتنا على يقين أننا سنكمل رحلة (الغباء) وبيع الذمم والضمائر إلى أن تصفي آلة الحرب كل الشرفاء والرجال،ونحن نشيّع هذا، ونواسي ذاك..

سلامٌ لكل الشرفاء،وسحقاً لكل المتآمرين..