مقالات وكتابات


السبت - 12 يناير 2019 - الساعة 09:58 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



الانتقالي الجنوبي ومعه جماهير الشعب الجنوبي قد كانوا على وشك الأحتفال بالذكرى الثالثة عشر للتصالح والتسامح الجنوبي في عدن وفي بقية محافظات الجنوب ، إلا أن حادثة العند الإجرامية التي استهدفت أفراد وقيادات عسكرية جنوبية والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى ، جعلت القائد عيدروس الزبيدي يعلق برنامج تلك الأحتفالات ، خاصة مراسم الحفل الفني الساهر الذي كان مقررا إقامته في ساحة العروض مساء يوم الخميس الماضي الذي فيه حصل التفجير في قاعدة العند ، ترحما على الشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء ومنددا بذلك الفعل الإجرامي ، داعيا أبناء الجنوب إلى التلاحم والتآخي ورص الصفوف وتعميق مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي حتى تحقيق أهداف الشعب الجنوبي الأبي .

طبعا وخلال السنوات التالية لإعلان مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي يكون الجنوبين قيادة ومواطنين قد أكتسبوا الكثير من الخبرات والدروس والعبر التي جعلتهم يحسنون كيفية التعامل مع هذا المبدأ الإنساني الإسلامي السمح ، ويزدادون معرفة بمقاصده الحقيقية ، من حفظ للدين والدم والمال والعرض، ومن أخوة وتسامح وتصالح ووحدة وإخلاص ووفاء ونضال وتضحية ، ومن حب ومساعدة وأمانة ، ومن تعاون وعدالة وشراكة والقبول بالآخر ، والذي وبتفعيل تلك المقاصد الحقيقية لمبدأ التصالح والتسامح فقد استطاع الجنوبيين التمييز بين من يسير للعمل على هذا المبدأ بجد وصدق وإخلاص وبين من قد استغل هذا المبدأ في جلب ونشر الأعمال الخبيثة والضارة بالجنوبين وثورتهم .

ومما لاشك فيه ان أولئك الرجال المناضلين المخلصين الذين سارعوا إلى تأسيس هذا المبدأ الجنوبي العظيم ، لم يكن لهدف الإحتفال به في ذكرى التأسيس السنوي له فقط ، وأنما لمعرفتهم أن الغاية من تأسيسه كبيرة وعظيمة جدا ، التي هي استعادة وطن ودولة ، وليس أي وطن ، بل وطن تعرض لمؤامرات خسيسة ، الذي ومنذو استقلاله من بريطانيا تربصت به أيادي الغدر والخيانة والتنكر للمعروف وحسن العشرة التي حصلوا عليها في الجنوب ، الذين ألحقوا بالجنوب مصائب كثيرة وكبيرة كانت اكبرها هي مصيبة يمننة الجنوب ، وطن حلم بالقومية العربية فكان جزاءه محاولة طمس هويته ، وطن تعرض لأبشع احتلال ، كان يريد الأرض دون الإنسان ، وطن فيه نسوا أبناءه الطرق المؤدية إلى وظائفهم وممتلكاتهم ومتنفساتهم بسبب عظمة الظلم والتهميش والإقصاء الممارس ضدهم ، وطن ياما توجع من كثرة زراعة الشر فيه ، سرقة ونهب ، اغتيالات وتفجيرات ، عناصر القاعدة وداعش ، المتقطعين والبلاطجة ، وطن وحتى يعود مستقلا كانت الضرورة أن ينزع مناضليه ومواطنيه ما بصدورهم من انتقام وحقد وكراهية وسؤ معاملات تجاه بعض بالاتفاق على تأسيس مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، وفعلا قد حقق هذا المبدأ منذو تأسيسه إلى اليوم الكثير من مقاصده النبيلة المترجمة بانتصارات الجنوب عسكريا وأمنيا وسياسيا وشعبيا .

بمناسبة هذه الذكرى ، لقلة الجنوبيين المتعمدين التطبيل له فقط دون الخوض في مقاصده الحقيقية ، ولبعض الخارجين عنه نقول لهم مازالت سماحة هذا المبدأ الجنوبي تنتظر عودتكم الخالصة ، فمهما كبر شأنكم وكثرة مكاسبكم في ظل مشاريع القوى الاحتلالية إلا أنكم لن تكونوا بمعزل عن الاستهداف الشمالي لكل ماهو جنوبي ، وتفجير العند الإجرامي خير دليل ودرس لكم .