الخميس - 10 يناير 2019 - الساعة 08:02 م
.. عندما تسند الأمور الى غير أهلها ويتحكم الرعاع في مستقبل الأمة ويصبح الرويبضة هو الآمر الناهي وبيده مقاليد الحكم في الوطن فالنتيجة ستكون وخيمة على حاضر و مستقبل الأمة ويبدأ زمن الذل والهوان زمن الهرولة والانكسار والهزيمة .
وعندما تفقد الأمة زعمائها وقادتها العظام ورجالاتها تصبح ضائعة تائهة في غابة الوحوش المفترسة التي تتربص بها وتقتلها وتتفنن في اذلالها وتجعل من بقي منها مجرد تابع ذليل مستعبد يتبع اسياده يأتمر بأمرهم ويمتنع بزجرهم .
الله أكبر .. هذا واقع العرب اليوم .
اصبحوا أذلاء بعد عزة ، واتباع مستعبدين بعد منعة وأدوات للغير بعد ان ملكوا زمام أمرهم في فترة عبرت كالحلم عندما فتحوا الفتوح وشيدوا القلاع والحصون في وسط وشرق إسيا وفي اوروبا وأفريقيا كانت برهة من الزمن لن تعود .
وعندما كنا نهتف (بلاد العرب اوطاني) ! في زمن الثورة العربية .
زمن الذل والهوان بدأ مع خدعة (الربيع العربي) المشئوم ومؤامرة التدمير العارمة بأسم الثورات التحررية الكاذبة التي دمرت الاوطان وللأسف كان العرب أدواتها ومعاول الهدم فيها بمختلف مشاربهم يسارهم ويمينهم متشددهم وعلمانيهم كلهم خدموا الخراب والدمار ونفذوا المخططات بحذافيرها وتشاهدون حلقة جديدة في السودان من القضارف الى ام درمان الى الخرطوم ولازالت حلقات المؤامرة مستمرة .
في زمن الهرولة صار التطبيع مع العدو الصهيوني مباح وواجب وتعايش وتحالف .. بعد ان كان وصمة عار لا يمحيها الا الدم ولا تنسيها الليالي والأيام والأعوام والسنين .
معاهدة كامب ديفيد قسمتنا الى مطبعين ومقاطعين وصامتين وصمود وتصدي !! هل نسيتوا ؟
عندما اقامت مصر علاقة دبلوماسية مع إسرائيل قطع معظم العرب علاقته معها وقاطعوها واوقفوا عضويتها في الجامعة العربية .. واليوم !! الشاطر من يسبق الى تل أبيب والذكي من يجتمع بقادة الصهاينة سرآ والمنفتح (على الآخر) من يستقبلهم في بلاده تحت مسميات شتى !! والشجاع من يطالب بإقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني . وكل هذا بأمر السيد في البيت الابيض الذي لا يرفض له طلب ولا ينكسر له أمر !! .
زمن الهرولة يحتقرة حتى الأعداء الصهاينة بل ويسخرون من العرب المهرولين بقولهم : *انتم تهرولون الينا ولسنا نحن .* *وتخطبون ودنا للدفاع عنكم من إيران بعد ان كنتم تهددونا* . *انتم بحاجتنا ولسنا بحاجتكم* .
زمن الانكسار والهزيمة والهرولة مر المذاق على كل عربي شريف لديه ضمير حي وانتماء عروبي للتراب والوطن .
عندما تنظر في بلاد العرب شرقا وغربا وتتفقد قادة الأمة وزعمائها وتعيد الذاكرة الى زمن عبدالناصر وفيصل وصدام والحسن الثاني وبومدين والقذافي ستضرب كف على كف حسرة على الاموات وأسف وندامة على الأحياء .. عاده فرق بين الثرى والثرياء .
رحم الله الشاعر المرحوم احمد بن حيدرة بن حبتور عندما قال :
( *بعض العرب مايستخي للموت .. في ذمتك يالموت خله .*
*مابا على ذي يقرعون الفوت .. مالفسل لا شله يشله*. ) .
أيها المهرولون رويدا رويدا فإن مصيركم سيكون مشابه لمصير قدوتكم ابن العلقمي .. فقد باع قبلكم وتآمر على بلده وخليفته واهله وعرضه قبلكم وكان جزاءه ما قد علمتم .
على رسلكم أيها الإنهزاميين فلن تجنوا سوا الندامة ..
نعوذ بالله من زمن الهرولة والدياثة والانهزام والتبعية . ونعوذ بالله من الإستحمار والغباء والفرقة والخلاف .
أيها الرويبضات ان هذا زمنكم ودولتكم ولكن اعلموا انكم لم تأخذوه بقوتكم وشجاعتكم بل بغفلة من زمن وكتاب سبق وغضب من الله حل سيزول بإذن الله .
نسأل الله العلي القدير ان يرفع هذه الأزمة ويكشف الغمة ويعيد للأمة مجدها وعزها وقوتها انه سميع مجيب .
والسلام عليكم ورحمة الله
9/1/2019