مقالات وكتابات


الجمعة - 28 ديسمبر 2018 - الساعة 08:03 م

كُتب بواسطة : أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب




يا دكتور ياسين من ٦٧ والحديث كفاح ونضال وحركة وطنية، نحترم هذه الرموز ونحترم تاريخ الحركة الوطنية، لكننا على يقين أن هذا الخطاب كان يجب تخليده في المتاحف منذ خمسة عقود على الأقل. ونتاج احتفاظنا بهذه اللغة برزت لدينا عدة أشكال للمزايدة بإسم النضال وإن ذهبت عكس التيار على قاعدة من جيز البل.

المواطن كان ينشد الرفاه والاستقرار والحياة الكريمة طيلة هذه السنوات الطوال وقضت نحبها في إنتظار الهدف أجيال وراء أجيال، وعلى الرغم من الصبر الجميل على العسر والمكره والشدة والمخافة وحتى عند توهان الرواد وجدتم هذا الشعب إن شاء الله صابرا. والله المستعان.

يا دكتور ياسين مرقنا الى القرن الواحد والعشرين نحمل اسفارا، لم نحقق أهداف ومبادئ الثورة ولا تطلعات حركة التحرر الوطنية ولا بلغنا أعتاب الحداثة لا قبلها ناهيك عما بعدها لأننا لم نغادر ما نبرع في صنعه (الهتاف).

في زمن يتحدث العالم فيه بلغة الأرقام والمصالح الإستراتيجية، لا يمل الراسخون تذكيرنا بأدوارهم يقدمون أنفسهم أرباباً للحقيقة والمنطق والوطنية ، بالرغم من اعترافنا بل وإيماننا ذلك الدور الذي قدموه كان ولا زال هو الجزء الأهم من تاريخ هذا البلد، وعامل مهم في صناعة وعينا الحاضر لكنه ليس العامل الرئيسي أو حتى رئيسي بحذف ال التعريف. وذلك لأسباب كثيرة ليس أقلها إفرازات مابعد الوحدة ومابعد الربيع.

ابتلانا الله بداء وطني عضال يأسر النخبة في غياهب الماضي التليد الغير مدون في الأساس والعاجز أصلاً عن التطوير والخلق، وفقدنا إمكانية القطيعة معه (أي البلاء) كون من يحمله في العادة هم أجمل مافي تاريخ المعاصر القريب.. لكن ماينفعش.

#أسامة_الشرمي