مقالات وكتابات


الإثنين - 24 ديسمبر 2018 - الساعة 10:29 م

كُتب بواسطة : حسين البهام - ارشيف الكاتب


تستيقظ عدن كل يوم صباحاً على ضجيج الرعاة الحفاة المنبعثين من الغاب ، ليس لذنب ارتكبته الا لانها فتحت ابوابها وصدرها لكل الأجناس بمختلف مشاربهم .. عدن التي يكسوها الحزن منذ الاستغلال .

عدن خاصرة الوطن العربي عدن الحضارة عدن التجارة عدن المدنية كادت تختفي فيها تلك الصفات بسبب الرعاة الذي تعودوا على العيش في الغاب منفردين .

في غفلة من الزمن إستيقظت عدن الثغر الباسم على هذه الفئة الضالة وهم يعبثون بأمنها وبحرها وبمدنيتها ليحولوه إلى زريبة أبقار لهم ولمن يحميهم من الذوادة .

ألم تعي تلك الشلة بأن عدن هي دائماً كالبحر الذي يحيط بها لاتقبل الجيف .. عدن الناصرة للحق وان تخيل مغتصبوها بانهم قد سيطروا عليها إلى أنهم لم يعوا الدروس والعبر التي مر بها آباؤهم . فعدن طاردة لدولة عظمى بجبروتها وقوتها ، فلن تنتصر عليها مجموعة من الرعاة .

أيها الرعاة .. عدن صاحبة النفس الطويل تناديكم بالعودة إلى جادة الصواب قبل فوات الاوان .. فإنها عدن التاريخ عدن النضال عدن الحرية عدن التعايش السلمي المدني ..ايها الرعاة .. فمتى ستفيقون وتعون بأن الوطن للجميع..

ألم يحن الوقت لنا لنتصافح ونتعايش على هذه الارض الطيبة ، متى سنتخلص من الأنانية وحب الذات ، ومتى سندرك الزمن قبل ان يدركنا لنؤسس وطن تسوده المحبة والاخاء .. ألم يأتي الوقت المناسب لنضع اللبنة الأولى لمستقبل أبنائنا .. قال تعالى : (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )).

دعونا نترك بصمة طيبة في هذه المدينة ، فليس عيب ان تخطئ ، ولكن العيب ان تستمر في أخطائك ، فالكل خطاء وخير الخطاؤون التوابون ، فلنتب الى الله ونعمل عملًا صالحًا ، تعالوا معًا لنعيد لعدن بسمتها ونورقها الجمالي تعالوا نتسامى ونعلو فوق الجراح لتصحوا عدن على زغزغة العاصفير الجميلة .

صدقوني لا أحد منتصر او مهزوم منكم ، فاذا كان هناك من مهزوم فهي عدن أما أنتم فستبقشون ثيابكم وستهربون الى قراكم وتتركون عدن تأن وتتألم فهذ المشهد قد تكرر اكثر من مرة ، فدعوا عدن ولو لمرة واحدة تنتصر للجميع بمختلف الوان الطيف ، فانتصار عدن هو انتصار الجميع .
فلكم مني الف تحية