الأربعاء - 19 ديسمبر 2018 - الساعة 01:56 ص
الموقف الذي حدث للرجل الكهل رفيق ابن الخيسة مديرية البريقة , في حادث مروري وبلطجة لقوة أمنية رعناء , يعكس الصورة القبيحة التي يراد للجنوب الحبيب وعاصمتنا عدن المدينة والمدنية.
الجنوب ليس وليد اليوم بل هو دولة عريقة موغلة في التاريخ , وعدن عاصمته, عدن تلك المدينة السباقة في الحضارة والتقدم وكل جديد و ما يتعلق بالدولة ومؤسساتها , عدن المثل الاعلى وامنية لملوك وامراء وسلاطين المنطقة , فيها تعلموا ابجديات اللغة والحساب والسياسة والمؤسسات التشريعية , ولازالت ذكريات حيدرة امسعيدي وكتيبة الجيش الليوي التي أسست جيش الأمارات , وابن عدن المايسترو جميل غانم مؤسس معهد الفنون فيها , هذه عدن التي كان القادم منها يستقبل في تلك الصحاري الجرداء والاحراش والعشش بشوق ماذا احضر معه في حقيبته من عدن , عدن التي خربتها العقلية الرعناء وبلطجة الايدلوجيا.
إن نسيتم فهم لا ينسون اسطورة الجيش الجنوبي الذي كان يرعبهم , جيش ما بعد الاستقلال حتى 94م المشؤوم , مؤهل ومرفود بخريجي الأكاديميات الحربية من كل دول الشرق والغرب, جيش مهني وطني , وما حدث له من إقصاء وتهميش متعمد لقادة وأركان هذا الجيش بدعم تلك الأحراش , جيش لازال يحتفظ بكوادره , لكنه عصي على التطويع , ومازال مصدر خوف , يستهدف اليوم بترفيع ادوات الجهل والبلطجة لرتب عسكرية بهدف في نفس الممون والمؤامرة.
مؤامرة القوات المسلحة وتعدد ولاءتها , في مليشيا تفتقر للمؤهلات , تفتقر للوعي العسكري بل للعقيدة العسكرية , للوعي الاجتماعي والأمني , في المشهد المواطن رفيق يستنجد بالنظام والقانون المتمثل برجل المرور , والقائد الهمام يقدم صورة قبيحة للوعي الأمني , والبلطجة التي ترفض النظام وتحتقر القانون وتسخر من المواطن , هذه هي القيادات التي تنفذ المخطط العبثي لانحطاط امة , كانت ذو مكانة واليوم اضحوكة.
عن أي قادة نتحدث اليوم , مع احترامنا للبعض , لكن البعض الاخر كارثة بكل المقاييس ,كارثة اصابتنا في العمق في مرحلة فاصلة من مراحل التاريخ المعاصر التي تلبي طموحات وآمال الناس في الدولة المنشودة , فلا تستغرب أن تجد بينهم المريض بالكراهية والعصبية , ويتعامل مع الناس بازدراء ودونية , غير أمين في حمل السلاح , الذي يستخدمه في ترويع الناس , والاطقم المستهترة بأرواح الناس , نعم إنها الكارثة عندما يتحمل جاهل متخلف مسئولية فوق مستواه الفكري والمهني , كارثة الاختيار , والكارثة تسبب عددا من الكوارث , تهدر كرامة الناس في الشارع العام , او مداهمة مساكن الامنين وسطو وبسط على الأراضي والمتنفسات والأملاك العامة والخاصة.
ولهذا نحن في وسط كارثة الانتهاكات التي صارت عنوان بارز , والخطيئة التي تبقينا بلد معاق , عندما نجد فيه المعاقين عقليا قادة يصفق لهم من يدعون انهم بشهادات جامعية ,لمجرد ارتباطهم العرقي, بينما هم اكثر قبولا ولكنهم اكثر تواطئ مع الكارثة , و حلم التسلط والاستبداد.
وببساطة المخطئ يعتذر , وعلينا ان نقبل الاعتذار انه من شيمة الرجال , والعدل في خبر كان , اعتذار للمواطن , ومن يعتذر للنظام والقانون ؟!, من يصحح الصورة المؤثرة في نفوس الناس ؟!, والجيل و الثقافة والوعي الأمني والسلامة الاجتماعية ؟! .
الصورة الحقيقية ان الوطن ليس جغرافيا و وحدة جوار أو ساحة لمناطحة الاثوار ,الوطن حلم كبير غني بالقيم السامية والنبيلة , وطن الوعي والعدالة والانسانية والبشرية , وطن الكرامة والعزة والإباء , وطن الحرية والعدل والمساواة.
ليس من حلمي وطن كهذا فيه الجهل يعبث بحرية وكرامة الناس , بل هو حلمك ايها المتخلف القادم من أغوار الجهل ومراعي العنف والعصبية .
انت قدرنا في عدن وطوقك المشحون عصبية وتخلف , كلما شعرنا نور وعلم وحب وتسامح , تفرز سمومك من حين لأخر .
انت هدفنا في النضال والتغيير , وعدن كشعاع نور وعلم وثقافة وحب وتسامح لابد أن تنتصر لكرمة كل إنسان وتنتصر لإنسانيتها.
والله في أمره شؤون
احمد ناصر حميدان