مقالات وكتابات


الأربعاء - 19 ديسمبر 2018 - الساعة 01:55 ص

كُتب بواسطة : منصور العلهي - ارشيف الكاتب



قصدت احد المطاعم في مدينة الشيخ عثمان - هذه المدينة العريقة التي تمتاز بنشاطها التجاري وازدحام اسواقها وشوارعها - لأتناول كالعادة وجبة الإفطار في تمام الساعة الثامنة صباحاً وعند وصولي للمطعم رأيت عدداً من الاطفال يرقبون من بعيد كل من يأتي لتناول الطعام ويبدو من خلال ملامحهم واجسادهم الهزيلة بإنهم يعانون من ظروف النزوح وقلة مافي اليد...


رأيتهم يتسابقون على ماتبقى من طعام بعد انصراف الزبون من على طاولته...!
تفحصت نظراتهم وقسمات وجوههم وملابسهم المهترئة وتبين بانهم يعيشون ظروف معيشية صعبة...

اقتربت من احدهم وسألته من اي منطقة انت ياابني؟

من الحديدة ياعم...!!!

لماذا تتجمعون هنا حول المطعم؟
فقال لكي نأكل ماتبقى من فتات الطعام الذي يتركه الزبائن لنسد به جوعنا...!

فطلبت منه ان يقبل عزومتي لاتناول معه ومع بقية زملاؤه وجبة الإفطار وعلى حسابي..

فتفتحت اسارير وجهه الذي يشع براءة وعفوية ونادى بقية الاطفال وتجمعنا حول المائدة واذا بصاحب المطعم يهم بنهرهم وطردهم فمنعته واكدت له بإن هؤلاء الاطفال ضيوفي فتوقف..

فتجمعنا حول المائدة ليصل عددنا لاكثر من عشرة..

فطلبت من كل طفل ان يطلب مايرغب بتناوله من الطعام والشراب...

فأكلنا وشربنا وتحدثت معهم ونحن نتناول وجبة الافطار حديث الاب لاطفاله واولاده...

واثناء الحديث فيما بيننا تعالت الضحكات وارتسمت الابتسامات والفرحة على وجوه هؤلاء الاطفال وكان اسعد يوم على الاطلاق في حياتي ولن ابالغ في ذلك..

وبعد ان اكملنا طعامنا هممت بتوديعهم فوقفوا قياماً ليودعوني بالدعوات وهم رافعين ايديهم الهزيلة الى السماء على امل ان نلتقي...!

وبعد ان غادرت حرصت على ان انزوي في مكان ليس ببعيد عن المطعم لأشاهدهم فرأيتهم مسرورين فرحين بهذه الجلسة الابوية..
عندها لم اتمالك نفسي فانهمرت الدموع من عيني لسببين:
الاول على هؤلاء الاطفال الذين يعانون من ظروف التشرد والنزوح وهم في عمر الزهور

والثاني لانني حاولت بهذه الجلسة الابوية البسيطة ان ادخل عليهم بعض الفرح والسرور..
ولااريد من خلال كتابتي عنهم التفاخر كما سيتصور البعض...
بل لأوصل رسالة لكل من لديه القدرة والاستطاعة الاخذ بيد هؤلاء الاطفال ومساعدتهم قدر الاستطاعة.

اسأل الله ان ييسر امور هؤلاء الاطفال ويعيدهم الى ديارهم آمنين مطمئنين.