مقالات وكتابات


السبت - 15 ديسمبر 2018 - الساعة 08:51 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب



تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ ضبط النفس ، ولاأتذكر على وجه الدقة من هو قائل هذه العبارة أوما يقاربها ، ولكنني أراها قانونا في مسيرة التطور الإنساني فلولا ضبط النفس على مستوى الجماعة
والفرد ، لظل البشر في بيداء لاتعرف قوانين الحياة اشبه بغابة تعيش بهمجية ووحشية ، فالرجل الذي تحمل معتقداته بأنه يعادل ألف رجل وهو قاعد في البيت لايعمل خلق للنقد والتنظير فهو لايحمل سوى المصالح !!

ضبط النفس هو سر أسرار التحضر الذي دعت اليه فعاليات شتى على امتداد التاريخ الانساني وفي سماء هذه المساعي لمعت تعاليم الأديان فرقدا يضئ ويطور ويبلور مفهوم ( ضبط النفس)
وكان الصبر والأناءة وعدم القذف والتريث في الأمر واحدا من ذرى هذه التعاليم وهو عبادة بصمت يبحث عن رديف ووضعية مناسبة لتقبل النقد والرآي والرآي الاخر بطريقة بناءة تحاكي الواقع بصدق وليس كما هو حاصل اليوم بمجتمع لودر وريفها تنظير مشوه عار من الصحة ينم عن نفس بشرية مريضة لاتعرف الحدود العقلاني للتنظير !!

مجتمع لودر وريفها منظر بطريقة عشوائية يختلف عن كل المجتمعات هناك آناس صامتون ،ولكن كثيرين تفلتت منهم فلسفة هذا الصمت فبدلا من الاسترشاد بصيغة ضبط النفس ومد خطوطها باتجاه آفاق تتجانس معها ، يداورون ويناورون بكل إدوات الاستفهام الغير مشروعة فلان وعلان وهم قاعدون في مقصورة العجزة ليترصد كلا منهم اخطاء الاخرين من الذين هم على وتيرة من العمل والجد والاجتهاد وبكل تأكيد وكما قيل الذي يعمل يخطأ والذي لايعمل لايخطأ ! وليس هذا هو بيت القصيد ولكن انتقادات بطريقة الانانية والكراهية والحقد وكانهم خلقوا لذلك تعال يا أخي وشارك ونظر عن قرب وانتقد وإلا فدع الخلق للخالق !

ماذا ؟ لو عرف اولئك المنظرون مايختبئ لهم تحت سحابة النشوة العابرة التافهة التي يظنونها انسجاما مع عبق الليالي والأيام وهي أبعد ماتكون عن ذلك والادهى والامر قذف وشتم وبهتان في كل مناحي الحياة الفتاة لماذا تتعلم ؟ ، الطبيب ماهو عمله ؟ المدير العام قاعد في البيت ، مدير الإدارة غير مواظب ، القائد مايدوام ،المعلم مايعمل ناهيك أن هناك ثمة احقية في النقد المشروع تحت سقف ممنهج يتيح لك ذلك ويزيد من واقعية التنظير عن قرب وليس فلسفة ونسج خيال غير واقعي لايعلم المنظر الفاشل عقباه !!

تمضي السنون وتتغير الأجيال والأذواق والوجوه ، لكن الرموز المبدعة والشخصيات المثقفة تبقى شاهدة على عصرها ، وتؤكد أن المشاعر الإنسانية تظل بالتوقد نفسه نار لاتنطفئ حيث تترك هذه الإبداعات التأثير نفسه لدى الأجيال الجديدة ، فهيا بناء جميعا نسعى نحو الأفضل ونترك التنظير والوهم لنمضي قدما بمديرتنا التي تكالبت عليها المصائب من كل حدب وصوب ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠