السبت - 15 ديسمبر 2018 - الساعة 04:14 ص
المكان محافظة أبين، وبالتحديد في نقطتها المضيئة جامعة أبين وفي محراب علمها، من جامعة أبين تداعى الأكاديميون والمثقفون، والمسؤولون والطلاب، ليكرموا فنان أبين وصوتها العذب كعذوبة ماءها، وكسحر جمالها، الفنان عوض أحمد صاحب الرصيد الفني الغني والزاخر، من محراب علمها تم التكريم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن هذه الجامعة ما وجدت إلا للعلم والإبداع والمبدعين، فالجامعة رسالتها العلم، وديدنها تحصيله، وهدفها صناعة المبدعين، ولهذا أعلنت عن يوم خاص، يوم يتوقف فيه كل شيء في الجامعة لتكربم مبدع من مبدعي أبين.
جامعة أبين أعلنت عن نفسها كجامعة مستقلة يقودها كوكبة من الكبار، كوكبة من العلماء يشار إليهم بالبنان، ولا شك أن الحلم مجرد الحلم بوجود جامعة في أبين كان يعد ضرباً من المستحيل، والتفكير في إنشاء جامعة في أبين يعد ضرباً من الخيال، ولكن عندما توافرت العزيمة والإصرار من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بابن أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، والتخطيط السليم للقيادة الأكاديمية ممثلة بالأكاديمي البروفسور محمود الميسري أصبح المستحيل واقعاً، وأصبح التفكير في إنشاء جامعة أبين ممارسة نمارسها على أرض أبين.
يا الله ما أعظم رجال أبين عندما يريدون شيئاً، فما أسهل تحقيقه!!! فقد عزموا على إنشاء جامعة لأبين فكان لهم ما أرادوا، وُصِفت أبين بأنها محافظة العسكريين، ولكن نقول لمن يصف أبين بهذا الوصف لقد قصرت، فأبين محافظة الرؤساء، خذ على سبيل المثال : سالمين، وعلي ناصر، ورئيس اليمن الاتحادي المشير هادي، وأبين هي محافظة العلم والعلماء ومن هذا الطابور الطويل أول رئيس لجامعة أبين رئيسها الأستاذ الدكتور محمود الميسري هذا الرجل الجسور الذي تحدى الصعاب ليرى جامعة أبين حقيقة ماثلة للعيان فكان له ما أراد.
أبين رائدة الإبداع في الجوانب كافة، في الفن، والشعر، والرياضة، والتميز العلمي والثقافي، فجاءت جامعة أبين ترجمة لهذا كله، ولتستوعب كل هذا في إطارها.
جامعة أبين بدأت بداية الكبار ففي سنتها الأولى بدأت مشروع الدراسات العليا، وهاهي في طريقها للتوسع في مختلف مديريات المحافظة لتقضي على الجهل، وها هو عطاؤها يغدق على كوادر المحافظة في المجالات كافة، فعلى سبيل المثال تكرم جامعة أبين اليوم بلبلها الفنان عوض أحمد، فيا لها من جامعة تهتم بالإبداع والمبدعين.
اليوم كان لي شرف الحضور لاحتفال تكريم الجامعة لبلبل أبين الفنان عوض أحمد، فأبهرني حسن الترتيب والإبداع، فتحسست رأسي لعله يحمل قبعة لأخلعها عرفاناً لهذه الجامعة الأصيلة، ولرئيسها الأستاذ الدكتور محمود الميسري، وللجنة المنظمة لهذا التكريم وعلى رأسهم الدكتور سعيد بايونس، والدكتور رشيد الرهوي، ولكل من ساهم وشارك في تكريم بلبل أبين، وكروان الطرب الأبيني الفنان والإنسان والتاريخ عوض أحمد.
لملمت وريقاتي وغادرت الجامعة وأنا أردد بعضاً مما قد تغنى به بلبل بنا في عصره الذهبي الذي مازال ممتداً حتى اليوم، فتحية للدكتور محمود الميسري الذي يبحث دائماً عن الإبداع، ولفناننا البلبل نقول له: صدق دموعك التي ذرفتها اليوم فهي دموع إحساسك بالفرح والسعادة.