مقالات وكتابات


السبت - 15 ديسمبر 2018 - الساعة 03:59 ص

كُتب بواسطة : أحمد عقيل باراس - ارشيف الكاتب


سابقا لم يكن للمنطقة التي ننتمي إليها وزن أو اهميه فكنا في علاقاتنا ببعضنا البعض سوى في فترات الطفوله او الشباب .في دراستنا او في احيائنا نرتبط ببعضنا البعض بعلاقات الحب و حتى الكره فنلتقي و نختلف لاسباب عديده لكن لم يكن من بينها الكره و الحب بحسب المنطقه اذ لم يكن يحرك اهتمامنا بمن كانو معنا سوى تفاوت الانسجام فيما بيننا البين بحسب الطبيعة النفسيه لكل منا و تفاوتها من شخص لآخر لكن ابدا لم نكن نعطي للمنطقة التي ينتمي اليها الشخص منا اي اهميه بل و لا تتدخل في علاقاتنا نهائيا . كنا نلتقي و نختلف مع بعضنا البعض و أحيانا نصل فيما بيننا حد العراك و تنشا بيننا معارك حامية الوطيس و كنا في جميع هذه المعارك نتكتل بحسب علاقاتنا ببعضنا البعض و احيانا بحسب فصولنا الدراسيه التي ندرس فيها و ظلينا هكذا في مدارسنا الى ان تخرجنا و نفس الشي تكرر في أماكن سكنا لم نكن نقيم وزنا لمنطقه اي منا و لا هي تحدد علاقاتنا ببعضنا البعض كنا خليط في عدن من كل من مكان من اقصى الجنوب الى اقصاه و حتى من اقصى الشمال الى اقصاه و كانت علاقات اسرنا فيما بينها البين مثلنا تماما لم نرى امهاتنا أو ابائنا في علاقاتهم مع محيطهم يميزون بين من يعرفونهم على اساس المنطقه اذكر جيدا اصدقاء والدي رحمه الله عليه كانو من مختلف المناطق و ان كنت حينها لا اعي هذا الشي فانني افهم اليوم جيدا ماذا يعني ذلك . افهم اليوم جيدا و اعي ماذا يعني عدم سماعنا من ابائنا يوما يقولون أصحاب كذا أو أصحاب كذا و افهم واعي لماذا لم نسمعهم يوما يقولون ( من فين ) لمن يلتقونه او ياتي عندهم .. هكذا كنا في حياتنا السابقة التي أصبحنا من هول مانشاهده اليوم من مناطقيه أصبح أهم سؤال عندنا ( من فين ) أصبحنا نقسم الناس بحسب مناطقها و أصبحنا نبحث في أصول بعضنا البعض و مهم لدينا أن نثبت جنوبيه بعضنا البعض و بلا شعور نتكتل مع مناطقنا و في عملنا يلجاء كل منا لمنطقته و قبيلته وكل من لديه مطامع يلجاء إلى منطقته الى جانب ان هناك قوى و مطابخ تعمل على اذكا روح المناطقيه في عدن وتؤججها من قبل جهات نافذه في السلطه الشرعيه خدمه لاهداف حزبيه و جهويه ضيقه .
عدن مدينه السلام مدينه الحب و الجمال مدينه تعايشت فيها الاديان و كانت ذات يوم قبله لكل الهاربين من جحيم الحياه في مناطقهم و قبلها قبله لكل طالبي الحريه و الباحثين عن وطن كان الهندي و المصري و السوري و العراقي و الكردي و الفارسي و الصومالي والحبشي يسكن في احيائها و كانت عدن تحتضنهم كام رؤوم لا تفرق بين آبنائها .
عدن ليست شوارع او جغرافيا او كتل اسمنتيه او تاريخ . عدن هي الانسان مافائده عدن بدون انسان عدن و اذا ماستمر الحال و ظلت ثقافه الكراهيه مغروسه فينا و استمر الشحن المناطقي فان هذا لا يعني غير شيئا واحدا ضياع عدن و اغراقها في مستنقع اسواء من مستنقعات المجاري التي تملا شوارعها اليوم و علينا ان نوقف البحث عن عدن عن انفسنا عن حياتنا لاننا لن نجد عدن و لن نجد انفسنا .
و ختاما و بدون ان ندرك حجم التغيبر المهول في البنيه الاجتماعيه الذي حدث في عدن خلال الثلاث او الاربع سنوات الاخيره من عمر الحرب و ندرك خطر المناطقيه التي تتم تغذيتها و نعتبره ناقوس خطر فان الاحتقان سيصل ذروته وسيكون لهذا نتائج كارثيه على الجميع لذلك نتمنى من اولئك الذين يلعبون بالنار من بين أوساطنا ان يعو خطورة مايقومون به و يتقو الله في هذا الشعب .