الأحد - 09 ديسمبر 2018 - الساعة 08:05 م
الحياة محطات ومراحل تستوقفنا فيها السنوات والشهور والأيام وحتى اللحظات، ونمر فيها بمنعطفات كثيرة مؤلمة ونتفاجأ فيها بألوان الطيف البشري التي ننصدم فيها لاحقاً وفي بريقها الزائف،ولمعانها المصطنع، ونورها الذي يخبو بمجرد أن نضعهم أمام أبسط اختبار، أو أول هفوة منا أو خطأ..
تتكشف حقائقهم وتتعرى أمامنا، وتظهر جلية كالشمس في رابعة النهار، وندرك أن تلك الملامح الباسمة والأسارير المتهللة والكلمات المعسولة والمنمقة ماهي إلا ضحك على الذقون وموسمية أخذت وقتها ثم تلاشت وتبددت وانقضى وقتها وكشر الحقد والغل والكره عن أنيابه، وكشفت أفعالهم عن حقيقتهم الصادمة..
يتساقطون أمامنا الواحد تلو الآخر، يشيحون عن وجوههم لثام التصنع والتمثيل والادعاءات الزائفة.. يخبرونا أننا كنا أمام مسرحية هزلية أبطالها هم، وكاتبو أحداثها هم، وضحاياها نحن، وأدواتها-أيضاً-نحن، ونحن فقط من يتجرع مرارة ألمها ووجعها، وقسوتها التي تعصف بنا،وتصيبنا في مقتل..
الزائفون في حياتنا ( كُثر )، كسيل عرمرم، كغثاء السيل، كزبد البحر ، نعيش معهم، نُحسن إليهم، نساندهم، نقف بجانبهم، نشد من أزرهم، نرفع من قدرهم ، نضحي من أجلهم، ندافع عنهم، نُسكنهم خلجاتنا وأحداقنا وسويداء قلوبنا..
الزائفون في حياتنا يبتسمون لنا بمكر وخبث، يروقون لنا كما يروق ( الثعلب )، يعطوننا من طرف اللسان حلاوة، يتصنعون حبنا، يدّعونا صداقتنا، يتشدقون بقربنا، يمنحونا الأمان الزائف والطمأنينة الهلامية الأوهن من بيت العنكبوت..
يستنزفونا، يستغلون ( طيبة ) قلوبنا وسذاجتنا وبراءتنا وصدق نوايا صدورنا، ثم ما أن تحين الفرصة يغرزون خناجر ( غدرهم ) في ظهورنا، ويمكرون بنا، يبددون كل معاني الوفاء، كل صفات الرجولة والإنسانية والآدمية..
الزائفون في حياتنا..بثمنٍ بخس ودراهم معدودة، بفتاتٍ لايسمن ولايغني من جوع ( سيبيعوننا )، سيفشون سرنا، سيتنكرون لكل جميل صنعناه، ولكل معروف عملناه، ولكل لحظة تضحية ( قدمناها )، لايهم من تكون، لايهم ماذا قدمت لهم، لايهم حجم وجعك ومرارة قلبك، ونحيب دواخلك بقدر مايهمهم أنفسهم الأمارة بالسوء..