مقالات وكتابات


الجمعة - 30 نوفمبر 2018 - الساعة 08:20 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله الموس - ارشيف الكاتب



بظني ان الشخص الوحيد الذي كشف، بوضوح، حقيقة المؤتمر الشعبي العام هو السفير السابق احمد علي نجل الرئيس السابق صالح عندما اعتذر عن تولي اي منصب رسمي مستقبلا احتراما لوصية والده، كما قالت مصادر اعلامية، وكأننا به يقول، لقد جعلهم والدي أثرياء بعد فقر ووضعهم في الصدارة بعد تهميش ووضعهم في صدور المجالس بعد ان كانوا خارجها ونصبهم قادة جيوش ورجال اعمال بعد ان كانوا نكرات يعانون الحرمان، ومع ذلك تركوه يلقى حتفه وحيدا ولا نعرف حتى مصير جثمانه.

واقع الحال انه لا توجد حسنة واحدة يمكن ان تحسب للمؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه حتى تفتيته، وكل ما عرف عنه انه تنظيم سلطة يدير البلاد بطريقة (يومك يومك) فلم يكن يحمل مشروع استراتيجي لبناء وطن يقوم على المؤسسات الوطنية التي تحفظ اركان الدولة في حالة الازمات والنكبات العاصفة، بل ان الجيش الذي كان يتفاخر به بوصفه المؤسسة الوطنية الاهم تحول الى مجرد وهم وتبخر عند اول تجربة هددت اركان الدولة واوصلتها الى قعر الهاوية.

لم تكن تحالفات المؤتمر الشعبي مبنية على اسس واهداف وطنية بقدر كونها تحالفات تحمل تصفية حسابات آنية لحساب مصالح خاصة لم تحمل اي بعد وطني.

تقلبات تحالفات المؤتمر الشعبي (اللاوطنية) دمرت اهم المشروعات الوطنية التي حلمنا بها ذات، فقد ادى تحالفه مع تيارات الاسلام السياسي في 1994م الى تدمير مشروع الوحدة اليمنية واصابها في مقتل وجرى، نتيجة هذه التحالفات، تدمير كل المؤسسات الوطنية والمظاهر المدنية في الجنوب وحولتها الى ركام وحولت كادرها الى خليك في البيت، هذه المؤسسات وهذا الكادر الذي كان يمكن ان تكون اضافة للدولة الوطنية على قاعدة (الاخذ بالافضل) التي كانت من اتفاقات الوحدة واصبحت هباء.

كما ان تقلبات تحالفه في 2014 مع الحركة الحوثية ادى الى تدمير مشروع الدولة المدنية التي خرج بها الحوار الوطني هذه المخرجات كانت يمكن ان تحل كثير من صور الغبن ومن الاضرار التي لحقت بالوطن طوال فترة حكم المؤتمر الكارثية(هذا على الرغم من ان الجنوب لم يوقع على مخرجات الحوار الوطني اليمني).

قبل ايام قليلة شاهدت مقابلة مع الدكتور ابوبكر القربي (احد قادة المؤتمر الشعبي في دول الشتات) وخيل الينا ان الرجل يتحدث وكأنه على كرسي السلطة في صنعاء اذ لم يحمل حديثه جديدا يختلف عن ما عهدناه، كما تبين انه غير مستوعب(بفعل الصدمة) انه مجرد نازح، ولست هنا بصدد التعليق على مقابلة الرجل لكننا رأينا انه لا يعلم ان وسائل العصر لم تترك سرا الا وكشفته وان المؤتمر تشظى وان خلافاتهم حول زعامات وليس حول مشروع وطني.

بينت الوقائع ان (المؤتمر هو صالح وصالح هو المؤتمر) وان المؤتمر بعد صالح ليس الا مجرد (حنش ميت) وقد قالت العرب قديما (من جرب المجرب حلت به الندامة)