مقالات وكتابات


الإثنين - 26 نوفمبر 2018 - الساعة 11:27 م

كُتب بواسطة : أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب



ثلاث مسائل تجعل التسوية السياسية مع الحوثيين مهمة شبهة مستحيلة:
١- جماعة فقدت مصداقيتها في اﻹلتزام باﻷتفاقات.
٢- تدميرها مؤسسات الدولة ونسفها لقيم التعايش.
٣- امتلاكها لترسانة تسليح غير معلومة الكم والنوع (نهب سلاح الدولة والدعم اﻹيراني).

وعليه من بإمكانه المغامرة بالتصالح مع مليشيا لديها هذه اﻹشكاليات وتثير هكذا مخاوف لدى الجميع!. ويكفي أن تتصف أي مليشيا بولاءها المطلق مع دولة أجنبية وتهدف لخلط اﻷوراق في اﻷقليم واستخدام اليمن كمسرح حرب بالوكالة لصالح أجندات لا شأن لليمنيين بها لا قريباً ولا من بعيد حتى يصبح التعايش معها مستحيل.

إن المجازفة في تسوية سياسية مع المليشيا المدعومة إيرانياً يهدد بفقدان اﻹجماع الدولي المعلن الداعم للحكومة الشرعية، فأي تسوية سياسية لا تراعي المشاكل آنفة الذكر يخرج الملف اليمني من دائرة اﻹهتمام الدولي كبؤرة للصراع اﻹقليمي في إطار لعبة المصالح الدولية، إلى خانة المماحكات الداخلية بين قوى سياسية ويجعل الوقوف ضد نفوذ المليشيا ضرباً من اﻷنتحار.

في ضل عدم الاكتراث أو معالجة الثلاث النقاط سيسقط اليمن بيد إيران سقوطاً ناعماً يحول الدولة ومؤسساتها كلعبة بيد الجماعة اﻷقوى وفي ضل مجتمع مشبع باﻷحقاد والمظلوميات يدور في دوامات قرويه بعيدة عن الشأن العام واللاحترام للمصالح الوطنية أو التزام بالتوافقات السياسية فإننا حينئذ نتحدث عن يمن مسخ يشبه كثيراً لبنان مع فارق الشكليات والحضور اﻹعلامي كـ(الفارق بين نانسي عجرم وجميلة أحمد).

كل ما ورد في هذا السياق هو ما يجعل مهمة المبعوث اﻷممي مارتن جريفث للسلام غاية في الصعوبة في الوقت الراهن على اﻷقل. وأي أنجاز سياسي لا يرتكز على أسس موضوعية تبدد الألغام من طريق بناء الدولة ستكون بمثابة اﻷرتماء في تفاصيل اﻷجندة اﻷيرانية مع محاولة ذر الرماد على العيون وما لن يتوافق عليه اثنين وهو ما يجعل التسوية السياسية في اليمن شبه مستحيلة.

#أسامة_الشرمي