مقالات وكتابات


الأربعاء - 21 نوفمبر 2018 - الساعة 06:20 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله الموس - ارشيف الكاتب


واقعة المرحوم جمال خاشقجي مؤلمة لكل انسان سوي بقدر الالم الذي سببته لاسرته ولكل مواطن في المملكة العربية السعودية كما رأينا ذلك في وسائل التعبير المختلفة، لكن احدنا يلمس أن دم المرحوم خاشقجي تحول إلى وسيلة ابتزاز مستفز للمملكة لا تخطئه عين المتابع الحصيف.
برغم أن تركيا تعيش حالة ما من مصادرة للحريات ولا تخلو سجونها من أصحاب الرأي الآخر إلا أن احدنا يستغرب كيف تحولت تركيا، من رئيسها إلى صحافتها، إلى مدافع عن المرحوم جمال خاشقجي كضحية رأي، بصورة تخلو من الموضوعية، فبرغم أن السلطات السعودية قد وجهت الاتهام للفاعلين الا ان تركيا تسرب (على استحياء) كل يوم خبر جديد وكأننا بها تنشد شيئا لا تجرؤ على الافصاح عنه تذكرنا بالمثل العامي (اعترف أنك غزال) واصبحنا نشم بوضوح أن هناك ابتزاز للمملكة تحول معه دم خاشقجي من هدف الى وسيلة.

لأحدنا الحق أن يعرف كيف استطاعت الأجهزة التركية أن تسجل الواقعة بالصوت والصورة من داخل مبنى القنصلية، فإن كانت الأجهزة التركية تقوم بالتجسي على السفارات القائمة على أرضها فتلك مصيبة، وان كانت أجهزتها حضّرت لتسجيل واقعة خاشقجي تحديدا فالمصيبة أعظم.

من خبر الواشنطن بوست الذي زعم أن السفير خالد بن سلمان نصح خاشقجي بالذهاب إلى تركيا ثم تبين كذب الصحيفة، إلى النشاط المحموم لقناة الجزيرة الذي أصبحت معه جديرة بلقب قناة (الهجوم على المملكة)، لا ينافسها في ذلك الا القادة الأتراك، إلى التسريبات الخجولة للسلطات التركية التي تذكرنا بألالعاب الإليكترونية، كل ذلك لا يحمل إلا تفسيرا واحدا وهو ايجاد ذريعة لزعزعة امن المملكة، واغلب الظن ان هذا الاستهداف ناتج عن ان هناك قائد طموح اسمه محمد بن سلمان يريد أن يحدث نهوضا لا يروق لبعض المتاجرين.

كان الاحرى بالسلطات التركية ان تكشف كل ما لديها من معلومات وان تتيح للتحقيق ان ياخذ مجراه، وان تخبر الرأي العام كيفية الحصول على هذه التسجيلات وأن تعلن لماذا لم يرفع أي مسؤول تركي، يرى ما يحدث، سماعة الهاتف وطلب من القنصل السعودي إيقاف ما يحدث ومن هي مريم جنكيز ولماذا لم يطلب خاشقجي اوراق الزواج من السفارة في واشنطن أو في لندن حيث قدم منها الى تركيا، وما الذي اتى به الى اسطنبول تحديدا؟، كل هذه الأسئلة كان يجب أن تحقق فيها وتكشفها السلطات التركية، لتكشف كل شيء وتقدم لنا فيلما مقنع بدلا من مسرحية ناقصة تطرح أسئلة أكثر مما تقدمه من إجابات.

السلطات السعودية قامت بما عليها وصلاح جمال خاشقجي واخوانه ارتفعوا الى مستوى وطنهم بعد أن تكشفت النوايا.



بغض النظر عن موقف المملكة من قضية استقلال الجنوب العربي فأن لا مصلحة لأي جنوبي ولا عربي في تهديد استقرار المملكة التي تشكل عمود الخيمة العربية والدفاع عن المملكة وأمنها يرقى الى مستوى الدفاع عن أوطاننا وأمنها.

شكرا لوطنية صلاح خاشقجي واخوانه ودامت مملكة الخير في أمن وسلام.