مقالات وكتابات


الأحد - 18 نوفمبر 2018 - الساعة 11:37 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب



من المفارقات العجيبة أن حكومة شعبها يموت من الجوع وتعيش حرب مستمرة منذ سنوات .. يدعوا رئيسها بالنيابة الى إقامة احتفالات ضخمة في عواصم بعض المحافظات !!
اعتقد ان هذه الدعوة سخيفة واسخف منها من دعى لها والمغفل الأمعة من استمع لها او شارك فيها وهذا رأي شخصي .

دعوة علي محسن الأحمر لمسئولي شبوة وتلقينهم ما يفعلون في 30 نوفمبر هي دعوة مغرضة الهدف منها اشعال فتنة في محافظة شبوة بين الإخوة في السلطة والانتقالي لايستفيد منها الا هو وازلامة .
يا من تدعون الى اقامة الإحتفالات وصرف المليارات انظروا الى العالم من حولكم اذا حصل حادث قطار او فيضان تقوم الدول التي تستحي على نفسها بإلغاء اي إحتفالات وتحويل المخصص المالي لاقامتها الى تعويض المتضررين في تلك الدولة وانتم تعيشون حربا مدمرة واقتصاد منهار وحكومة شبه ميته .

كان الاجدر بكم ايها المتسابقون على شراء الاقمشة وكتابة اللوحات وتجهيز المنصات وشراء المكرفونات ان توفروا تلك الاموال لعلاج الجرحى او اعالة اسر الشهداء او دعم الاسر الفقيرة لا تجد ما يسد رمقها في شبوة .

كان الاجدر بكم ان تلغوا احتفالاتكم احتراما لدماء الشهداء التي تسقط يوميا ودماء الجرحى التي تروي جبهات القتال من أبناء محافظة شبوة .

كان الاجدر بكم ان تراعوا دموع الثكالى والأيتام والأرامل وتحترموا مشاعرهم وقلوبهم المحروقة على آبائهم وابنائهم وإخوانهم .

كان الاجدر بكم في 30 نوفمبر ان تقوموا بزيارة اهالي الشهداء والجرحى لمجاملتهم وتمسحوا على رأس طفل فقد والده في جبهة او تقدموا هدية لطفلة تسأل عن والدها كل صباح وتنتظر عودته كل مساء .
إن فعلتوا ذلك فهو الاحتفال الكبير وهو واجب الوفاء للشهداء والجرحى .

اما التسابق على اعتلاء المنصات والزعيق في مكبرات الصوت بخطبكم المكررة التي حفظناها من اللي قبلكم !!! (أيها المناضلون .. يا شعبنا العظيم !!!) (جعلكم مشعبة في روسكم) فقد سئمناها وسئمناكم معها .

لو كنتم تحترمون انفسكم وتقدرون تضحيات الشهداء والجرحى ودموع الأمهات الثكالى وآهات الزوجات الأرامل ونظرات الايتام الذاهلة لقررتم الغاء اي احتفالية ب30 نوفمبر وحولتم كل الاموال المرصودة لهؤلاء فورآ .

إن فعلتوها فأنتم أنتم .. وإلا فلستم اهلا لتحمل المسئولية ولا لقيادة نظال شعب ولا حتى قيادة قطيع من الغنم .
الرحمة والمغفرة للشهداء
والشفاء للجرحى
والمواساة للفقراء

والسلام عليكم
18/11/2018