مقالات وكتابات


الجمعة - 16 نوفمبر 2018 - الساعة 11:08 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


هذا مايجب أن يعلمه يقينا الدكتور معين وحكومته من تواجدهم في عدن ، أن يكون عملهم خدميا فقط ، وأن لايحاولوا التحاذق على الجنوبين في استغلال هذا التواجد لممارسة أعمالا آخرى من شأنها يحاولون إعادة إحتلالهم لعدن ، وأي خطوة سيقدم عليها معين وحكومته تبين تلاعبه ونيته أنه يريد أن يكون إحتلاليا وليس خدميا كما قال في تصريحاته ، سيقابل بالمنع والرفض الجنوبي جملة وتفصيلا .
لأنه ومن بعد بيان 3 أكتوبر الذي فيه حل الانتقالي جميع ألتزاماته وارتباطاته مع ما يسمى حكومة الشرعية ، وأعتبار ذلك البيان خارطة الطريق للوصول إلى إعلان استقلال الجنوب ، فيه تكون وجهة الانتقالي قد أتضحت جليا ، ولا يستطيع أي مخلوق أن يزايد على صدق نضال الانتقالي أو التشكيك فيه ، التي فيها أبدى مواقفه الصريحة الظاهرة من أي حكومة تتبع الشرعية ، قديمة أو جديدة ،و تجاهها لن يحدث أي تغير في مواقفه الوطنية الثابتة.
ومهما حاول الآخرون أن يستغلوا حالة الانتقالي التي كان عليها مع وصول رئيس وزراء الشرعية ، الدكتور معين عبد الملك إلى عدن ، نكاية به للتقليل من شأنه و للتضعيف من قدراته ، أو لإظهاره بمظهر المتراجع، لن يفلحوا في ذلك ، ولن تنجح مخططاتهم التحريضية ضده ، وذلك لأن الانتقالي قد قطع عليهم الطريق عندما كان صادقا صريحا مع الشعب الجنوبي ومع كل المؤيدين لبيانه من مختلف المكاتب والمرافق الحكومية ، عندما فند الاسباب التي أجلت سيره وفق بيانه بصدق و.بحقيقتها ، وهذا قد زاد عامة الجنوبين ثقة به .
لذلك فقد كان من الطبيعي أن يكون الانتقالي بتلك الحالة النضالية السياسية الديبلوماسية ، أمام وصول حكومة معين إلى عدن ، وتعد تلك الحالة من احسن الحالات التي يجب أن يكون عليها الانتقالي ، وقد كان عليها ، فهو وعندما أجل خطوة أقدامه على تشكيل حكومة جنوبية ، فقد كان من اللازم عليه أن لايعترض عن وصول حكومة معين إلى عدن ، حتى لا يكون الناس بدون حكومة ، خاصة وأن معين قد صرح أن حكومته ستهتم بالملف الأقتصادي فقط ، لتحسين مستوى معيشة الناس ، وتسهيل إيصال الخدمات إليهم ، وما لا يخفى أن ظروف الناس الصعبة في امس الحاجة لعمل الحكومة في الشأن الأقتصادي الخدماتي .
لذلك وحرصا على صلاح أحوال المواطنين الحياتية ، لم يعترض الانتقالي على وصول حكومة معين إلى عدن ، ولكن ذلك ليس على طلاقته ، وأنما بحدود أن تكون حكومة خدماتية فقط ، وممنوعة عن ممارسة أي أعمال آخرى ضد الجنوب ، تآمرية إحتلالية .
نحن في الجنوب يجب أن نكون أكثر حذرا من حكومة الدكتور معين ، وأن يكون تمسكنا بمطلب استعادة الدولة الجنوبية أكثر من أي وقت مضى ، مهما كانت أصلاحات حكومة معين التي وعدت الأهتمام بملفها ، _ أي أننا نقبل تلك الأصلاحات ، ولكن لا نغتر بها إلى درجة الأرتكان عليها والتخلي عن استمرار نضالنا للمطالبة باستقلال وطننا _ لأن اقتلاع (بن دغر ) من رئاسة الحكومة و استبداله (بالدكتور معين) مع تغير كبير في الخطاب السياسي لكليهما ، يبين خطورة التنوع السياسي الذي يمارسه المسيطرون على القرار السياسي بداخل رئاسة وحكومة ماتسمى الشرعية في الرياض ، فيما يتعلق بالجنوب .
فهم : بتعيين بن دغر رئيسا للحكومة وبذلك الاسلوب كانوا يحيكون لصراع بين الجنوبين ، ولكن عندما فشلوا تم استبداله بمعين وباسلوب أصلاح الملف الأقتصادي ، الذي يريدون به فقط. خداع الجنوبين ومحاولة استمالتهم نحوه .
منتظرين أصلاحات حكومة معين ، خاصة مع هوامير الفساد الكبار ، العيسي وجلال هادي .

عادل العبيدي